{قَالُواْ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَـٰسِرَةٌ } ذات خسران أو خاسر أصحابها، والمعنى أنها إن صحت فنحن إذاً خاسرون لتكذيبنا بها وهو استهزاء منهم.
{فَإِنَّمَا هِىَ زَجْرَةٌ وٰحِدَةٌ } متعلق بمحذوف أي لا يستصعبوها فما هي إلا صيحة واحدة يعني النفخة الثانية.
{فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ } فإذا هم أحياء على وجه الأرض بعد ما كانوا أمواتاً في بطنها، والساهرة والأرض البيضاء المستوية سميت بذلك لأن السراب يجري فيها من قولهم: عين ساهرة للتي يجري ماؤها وفي ضدها نائمة، أو لأن سالكها يسهر خوفاً وقيل اسم لجهنم.
{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ } أليس قد أتاك حديثه فيسليك على تكذيب قومك وتهددهم عليه بأن يصيبهم مثل ما أصاب من هو أعظم منهم.
{إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى } قد مر بيانه في سورة «طه».
{ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } على إرادة القول، وقرىء «أن أذهب» لما في النداء من معنى القول.
{فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ } هل لك ميل إلى أن تتطهر من الكفر والطغيان، وقرأ الحجازيان ويعقوب« تَزَكَّىٰ » بالتشديد.
{وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبّكَ } وأرشدك إلى معرفته. {فَتَخْشَىٰ } بأداء الواجبات وترك المحرمات، إذ الخشية إنما تكون بعد المعرفة وهذا كالتفصيل لقوله:
{ فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيّناً } [طه: 44] {فَأَرَاهُ ٱلآيَةَ ٱلْكُبْرَىٰ } أي فذهب وبلغ فأراه المعجزة الكبرى وهي قلب العصا حية فإنه كان المقدم والأصل، أو مجموع معجزاته فإنها باعتبار دلالتها كالآية الواحدة.
{فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ } فكذب موسى وعصى الله عز وجل بعد ظهور الآية وتحقق الأمر.
{ثُمَّ أَدْبَرَ } عن الطاعة. {يَسْعَىٰ } ساعياً في إبطال أمره أو أدبر بعدما رأى الثعبان مرعوباً مسرعاً في مشيه.
{فَحَشَرَ } فجمع السحرة أو جنوده. {فَنَادَىٰ } في المجمع بنفسه أو بمناد.
{فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } أعلى كل من يلي أمركم.
{فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلآخِرَةِ وَٱلأُوْلَىٰ } أخذا منكلاً لمن رآه، أو سمعه في الآخرة بالإِحراق وفي الدنيا بالإِغراق، أو على كلمته {ٱلآخِرَةَ } وهي هذه وكلمته الأولى وهو قوله:
{ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِى } [القصص: 38] أو للتنكيل فيهما، أو لهما، ويجوز أن يكون مصدراً مؤكداً مقدراً بفعله. {إِنَّ فِى ذَلِكَ لَعِبْرَةً لّمَن يَخْشَىٰ } لمن كان من شأنه الخشية.