التفاسير

< >
عرض

فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ
٤١
يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَٰهَا
٤٢
فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَٰهَا
٤٣
إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَٰهَآ
٤٤
إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَٰهَا
٤٥
كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَٰهَا
٤٦
-النازعات

انوار التنزيل واسرار التأويل

{ فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِىَ ٱلْمَأْوَىٰ } ليس له سواها مأوى.

{ يَسْـئَلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَـٰهَا } متى إرسَاؤهَا أي إقامتها وإثباتها، أو منتهاها ومستقرها من مرسى السفينة وهو حيث تنتهي إليه وتستقر فيه.

{ فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا } في أي شيء أنت من أن تذكر وقتها لهم أي ما أنت من ذكرها لهم، وتبيين وقتها في شيء فإن ذكرها لا يزيدهم إلا غياً. ووقتها مما استأثر الله تعالى بعلمه. وقيل { فِيمَ } إنكار لسؤالهم و { أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا } مستأنف، ومعناه أنت ذكر من ذكرها أي علامة من أشراطها، فإن إرساله خاتماً للأنبياء أمارة من أماراتها، وقيل إنه متصل بسؤالهم والجواب.

{ إِلَىٰ رَبّكَ مُنتَهَـٰهَا } أي منتهى علمها.

{ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَـٰهَا } إنما بعثت لإنذار من يخاف هولها، وهو لا يناسب تعيين الوقت وتخصيص من يخشى لأنه المنتفع به، وعن أبي عمرو ومنذر بالتنوين والإِعمال على الأصل لأنه بمعنى الحال.

{ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُواْ } في الدنيا أو في القبور. { إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَـٰهَا } أي عشية يوم أو ضحاه كقوله { إِلاَّ سَاعَةً مّن نَّهَارٍ } [الأحقاف: 35] ولذلك أضاف الضحى إلى الـ { عَشِيَّةً } لأنهما من يوم واحد.

عن النبي صلى الله عليه وسلم "من قرأ سورة النازعات كان ممن حبسه الله في القيامة حتى يدخل الجنة قدر صلاة المكتوبة" .