التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ رَآهُ بِٱلأُفُقِ ٱلْمُبِينِ
٢٣
وَمَا هُوَ عَلَى ٱلْغَيْبِ بِضَنِينٍ
٢٤
وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ
٢٥
فَأيْنَ تَذْهَبُونَ
٢٦
إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ
٢٧
لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ
٢٨
وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ
٢٩
-التكوير

انوار التنزيل واسرار التأويل

{ وَلَقَدْ رَءاهُ } ولقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه الصلاة والسلام. { بِٱلأُفُقِ ٱلْمُبِينِ } بمطلع الشمس.

{ وَمَا هُوَ } وما محمد عليه الصلاة والسلام. { عَلَى ٱلْغَيْبِ } على ما يخبره من الموحى إليه وغيره من الغيوب. { بِضَنِينٍ } بمتهم من الظنة، وهي التهمة، وقرأ نافع وعاصم وحمزة وابن عامر { بِضَنِينٍ } بالضاد من الضن وهو البخل أي لا يبخل بالتبليغ والتعليم، والضاد من أصل حافة اللسان وما يليها من الأضراس من يمين اللسان أو يساره، والظاء من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا.

{ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَـٰنٍ رَّجِيمٍ } يقول بعض المسترقة للسمع، وهو نفي لقولهم إنه لكهانة وسحر.

{ فَأيْنَ تَذْهَبُونَ } استضلال لهم فيما يسلكونه في أمر الرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن، كقولك لتارك الجادة: أين تذهب.

{ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَـٰلَمِينَ } تذكير لمن يعلم.

{ لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ } بتحري الحق وملازمة الصواب وإبداله من العالمين لأنهم المنتفعون بالتذكير.

{ وَمَا تَشَاءونَ } الاستقامة يا من يشاؤها. { إِلاَّ أَن يَشَاء ٱللَّهُ } إلا وقت أن يشاء الله مشيئتكم فله الفضل والحق عليكم باستقامتكم. { رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } مالك الخلق كله.

قال عليه الصلاة والسلام "من قرأ سورة التكوير أعاذه الله أن يفضحه حين تنتشر صحيفته" .