التفاسير

< >
عرض

إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتْ
١
وَإِذَا ٱلْكَوَاكِبُ ٱنتَثَرَتْ
٢
وَإِذَا ٱلْبِحَارُ فُجِّرَتْ
٣
وَإِذَا ٱلْقُبُورُ بُعْثِرَتْ
٤
عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ
٥
يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلْكَرِيمِ
٦
-الانفطار

انوار التنزيل واسرار التأويل

مكية وآيها تسع عشرة آية

بسم الله الرحمن الرحيم

{ إِذَا ٱلسَّمَاءُ ٱنفَطَرَتْ } انشقت.

{ وَإِذَا ٱلْكَوَاكِبُ ٱنتَثَرَتْ } تساقطت متفرقة.

{ وَإِذَا ٱلْبِحَارُ فُجّرَتْ } فتح بعضها إلى بعض فصار الكل بحراً واحداً.

{ وَإِذَا ٱلْقُبُورُ بُعْثِرَتْ } قلب ترابها وأخرج موتاها. وقيل إنه مركب من بعث وراء الإثارة كبسمل ونظيره بحثر لفظاً ومعنى.

{ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ } من عمل أو صدقة. { وَأَخَّرَتْ } من سيئة أو تركت، ويجوز أن يراد بالتأخير التضييع وهو جواب { إِذَا }.

{ يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَـٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبّكَ ٱلْكَرِيمِ } أي شيء خدعك وجرأك على عصيانه، وذكر { ٱلْكَرِيمِ } للمبالغة في المنع عن الاغترار فإن محض الكرم لا يقتضي إهمال الظالم وتسوية الموالي والمعادي والمطيع والعاصي، فكيف إذا انضم إليه صفة القهر والانتقام والإِشعار بما به يغره الشيطان، فإنه يقول له افعل ما شئت فربك كريم لا يعذب أحداً ولا يعاجل بالعقوبة، والدلالة على أن كثرة كرمه تستدعي الجد في طاعته لا الانهماك في عصيانه اغتراراً بكرمه.