التفاسير

< >
عرض

عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا ٱلْمُقَرَّبُونَ
٢٨
إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يَضْحَكُونَ
٢٩
وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ
٣٠
وَإِذَا ٱنقَلَبُوۤاْ إِلَىٰ أَهْلِهِمُ ٱنقَلَبُواْ فَكِهِينَ
٣١
وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوۤاْ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ لَضَالُّونَ
٣٢
وَمَآ أُرْسِلُواْ عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ
٣٣
فَٱلْيَوْمَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ ٱلْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ
٣٤
عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ
٣٥
هَلْ ثُوِّبَ ٱلْكُفَّارُ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ
٣٦
-المطففين

انوار التنزيل واسرار التأويل

{ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا ٱلْمُقَرَّبُونَ } فإنهم يشربونها صرفاً لأنهم لم يشتغلوا بغير الله، وتمزج لسائر أهل الجنة وانتصاب { عَيْناً } على المدح أو الحال { مِن تَسْنِيمٍ } والكلام في الباء كما في { يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ }

[الإنسان: 6] { إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ } يعني رؤساء قريش. { كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ يَضْحَكُونَ } كانوا يستهزئون بفقراء المؤمنين.

{ وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ } يغمز بعضهم بعضاً ويشيرون بأعينهم.

{ وَإِذَا ٱنقَلَبُواْ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ ٱنقَلَبُواْ فَـٰكِهِينَ } متلذذين بالسخرية منهم، وقرأ حفص «فَكِهِينَ» }.

وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُواْ إِنَّ هَـؤُلاَء لَضَالُّونَ } وإذا رأوا المؤمنين نسبوهم إلى الضلال.

{ وَمَا أُرْسِلُواْ عَلَيْهِمْ } على المؤمنين. { حَـٰفِظِينَ } يحفظون عليهم أعمالهم ويشهدون برشدهم وضلالهم.

{ فَٱلْيَوْمَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنَ ٱلْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ } حين يرونهم أذلاء مغلوبين في النار. وقيل يفتح لهم باب إلى الجنة فيقال لهم اخرجوا إليها، فَإِذَا وصلوا أغلق دونهم فيضحك المؤمنون منهم.

{ عَلَى ٱلأَرَائِكِ يَنظُرُونَ } حال من { يَضْحَكُونَ }.

{ هَلْ ثُوّبَ ٱلْكُفَّارُ } أي هل أثيبوا. { مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } وقرأ حمزة والكسائي بادغام اللام في الثاء.

عن النبي صلى الله عليه وسلم "من قرأ سورة المطففين سقاه الله مـن الرحيق المختوم يوم القيامة" .