التفاسير

< >
عرض

ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلْوَقُودِ
٥
إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ
٦
وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ
٧
وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ
٨
ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
٩
إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ ٱلْحَرِيقِ
١٠
إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ ذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْكَبِيرُ
١١
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ
١٢
إِنَّهُ هُوَ يُبْدِىءُ وَيُعِيدُ
١٣
وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلْوَدُودُ
١٤
-البروج

انوار التنزيل واسرار التأويل

{ ٱلنَّارِ } بدل من { ٱلأخْدُودِ } بدل الاشتمال. { ذَاتِ ٱلْوَقُودِ } صفة لها بالعظمة وكثرة ما يرتفع بها لهبها، واللام في { ٱلْوَقُودِ } للجنس.

{ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا } على حافة النار. { قُعُودٌ } قاعدون.

{ وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ } يشهد بعضهم لبعض عند الملك بأنهم لم يقصروا فيما أمروا به، أو يشهدون على ما يفعلون يوم القيامة حين تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم.

{ وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ } وما أنكروا. { إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ } استثناء على طريقة قوله:

وَلاَ عَيْبَ فِيهِمْ غَيْرَ أَنَّ سُيُوفَهُم بِهِن فُلُولٌ مِنْ قراعِ الكتائبِ

ووصفه بكونه عزيزاً غالباً يخشى عقابه حميداً منعماً يرجى ثوابه وقرر ذلك بقوله:

{ ٱلَّذِى لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلاْرْضِ وَهُوَ عَلَىٰ كُلّ شَىْءٍ شَهِيدٍ } للإِشعار بما يستحق أن يؤمن به ويعبد.

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ } بلوهم بالأذى. { ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ } بكفرهم. { وَلَهُمْ عَذَابُ ٱلْحَرِيقِ } العذاب الزائد في الاحراق بفتنتهم. بل المراد بـ { ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ } { أَصْحَـٰبُ ٱلأخْدُودِ } وبـ { عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } ما روي أن النار انقلبت عليهم فأحرقتهم.

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَهُمْ جَنَّـٰتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ ذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْكَبِيرُ } إذ الدنيا وما فيها تصغر دونه.

{ إِنَّ بَطْشَ رَبّكَ لَشَدِيدٌ } مضاعف عنفه فإن البطش أخذ بعنف.

{ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِىء وَيُعِيدُ } { يُبْدِىء } الخلق ويعيده، أو { يُبْدِىء } البطش بالكفرة في الدنيا ويعيده في الآخرة.

{ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ } لمن تاب. { ٱلْوَدُودُ } المحب لمن أطاع.