التفاسير

< >
عرض

فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكْرَىٰ
٩
سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ
١٠
وَيَتَجَنَّبُهَا ٱلأَشْقَى
١١
ٱلَّذِى يَصْلَى ٱلنَّارَ ٱلْكُبْرَىٰ
١٢
ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا
١٣
قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ
١٤
وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ
١٥
بَلْ تُؤْثِرُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا
١٦
وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ
١٧
إِنَّ هَـٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ
١٨
صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ
١٩
-الأعلى

انوار التنزيل واسرار التأويل

{ فَذَكّرْ } بعد ما استتب لك الأمر. { إِن نَّفَعَتِ ٱلذّكْرَىٰ } لعل هذه الشرطية إنما جاءت بعد تكرير التذكير وحصول اليأس من البعض لئلا يتعب نفسه ويتلهف عليهم كقوله: { وَمَا أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ } [ق: 45] الآية، أو لذم المذكورين واستبعاد تأثير الذكرى فيهم، أو للإشعار بأن التذكير إنما يجب إذا ظن نفعه ولذلك أمر بالإِعراض عمن تولى.

{ سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ } سيتعظ وينتفع بها من يخشى الله تعالى بأن يتأمل فيها فيعلم حقيقتها. وهو يتناول العارف والمتردد.

{ وَيَتَجَنَّبُهَا } ويتجنب { ٱلذّكْرَىٰ }. { ٱلأَشْقَى } الكافر فإنه أشقى من الفاسق، أو { ٱلأَشْقَى } من الكفرة لتوغله في الكفر.

{ ٱلَّذِى يَصْلَى ٱلنَّارَ ٱلْكُبْرَىٰ } نار جهنم فإنه عليه الصلاة والسلام قال "ناركم هذه جزء من سبعين جزأ من نار جهنم" أو ما في الدرك الأسفل منها.

{ ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا } فيستريح. { وَلاَ يَحْيَىٰ } حياة تنفعه.

{ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ } تطهر من الكفر والمعصية، أو تكثر من التقوى من الزكاة، أو تطهر للصلاة أو أدى الزكاة.

{ وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبّهِ } بقلبه ولسانه { فَصَلَّىٰ } كقوله: { أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكْرِي } [طه: 14] ويجوز أن يراد بالذكر تكبيرة التحريم، وقيل { تَزَكَّىٰ } تصدق للفطر { وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبّهِ } كبره يوم العيد { فَصَلَّىٰ } صلاته.

{ بَلْ تُؤْثِرُونَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا } فلا تفعلون ما يسعدكم في الآخرة، والخطاب للأشقين على الالتفات أو على إضمار قل، أو للكل فإن السعي للدنيا أكثر في الجملة، وقرأ أبو عمرو بالياء.

{ وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } فإن نعيمها ملذ بالذات خالص عن الغوائل لا انقطاع له.

{ إِنَّ هَـٰذَا لَفِى ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ } الإِشارة إلى ما سبق من { قَدْ أَفْلَحَ } فإنه جامع أمر الديانة وخلاصة الكتب المنزلة.

{ صُحُفِ إِبْرٰهِيمَ وَمُوسَىٰ } بدل من الصحف الأولى.

قال صلى الله عليه وسلم "من قرأ سورة الأعلى أعطاه الله عشر حسنات بعدد كل حرف أنزله الله على إبراهيم وموسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام" .