التفاسير

< >
عرض

فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ
١٣
وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ
١٤
وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ
١٥
وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ
١٦
أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى ٱلإِبْلِ كَيْفَ خُلِقَتْ
١٧
وَإِلَى ٱلسَّمَآءِ كَيْفَ رُفِعَتْ
١٨
وَإِلَىٰ ٱلْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ
١٩
وَإِلَى ٱلأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ
٢٠
فَذَكِّرْ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ
٢١
-الغاشية

انوار التنزيل واسرار التأويل

{ فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ } رفيعة السمك أو القدر.

{ وَأَكْوابٌ } جمع كوب وهي آنية لا عروة لها. { مَّوْضُوعَةٌ } بين أيديهم.

{ وَنَمَارِقُ } وسائد جمع نمرقة بالفتح والضم. { مَصْفُوفَةٌ } بعضها إلى بعض.

{ وَزَارَابيُّ } بسط فاخرة جمع زريبة. { مَبْثُوثَةٌ } مبسوطة.

{ أَفَلاَ يَنظُرُونَ } نظر اعتبار. { إِلَى ٱلإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ } خلقاً دالاً على كمال قدرته وحسن تدبيره حيث خلقها لجر الأثقال إلى البلاد النائية، فجعلها عظيمة باركة للمحل ناهضة بالحمل منقادة لمن اقتادها طوال الأعناق لينوء بالأوقار، ترعى كل نابت وتحتمل العطش إلى عشر فصاعداً ليتأتى لها قطع البوادي والمفاوز، مع مالها من منافع أخرى ولذلك خصت بالذكر لبيان الآيات المنبثة في الحيوانات التي هي أشرف المركبات وأكثرها صنعاً، ولأنها أعجب ما عند العرب من هذا النوع. وقيل المراد بها السحاب على الاستعارة.

{ وَإِلَى ٱلسَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ } بلا عمد.

{ وَإِلَى ٱلْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ } فهي راسخة لا تميل.

{ وَإِلَى ٱلأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ } بسطت حتى صارت مهاداً، وقرىء الأفعال الأربعة على بناء الفاعل للمتكلم وحذف الراجع المنصوب، والمعنى { أَفَلاَ يَنظُرُونَ } إلى أنواع المخلوقات من البسائط والمركبات ليتحققوا كمال قدرة الخالق سبحانه وتعالى، فلا ينكروا اقتداره على البعث ولذلك عقب به أمر المعاد ورتب عليه الأمر بالتذكير فقال:

{ فَذَكّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكّرٌ } فلا عليك إن لم ينظروا ولم يذكروا إذ ما عليك إلا البلاغ.