{وَفِرْعَوْنَ ذِى ٱلأَوْتَادِ} لكثرة جنوده ومضاربهم التي كانوا يضربونها إذا نزلوا، أو لتعذيبه بالأوتاد.
{ٱلَّذِينَ طَغَوْاْ فِى ٱلْبِلَـٰدِ } صفة للمذكورين «عاد» {وَثَمُودُ } {وَفِرْعَوْنَ }، أو ذم منصوب أو مرفوع.
{فَأَكْثَرُواْ فِيهَا ٱلْفَسَادَ } بالكفر والظلم.
{فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ } ما خلط لهم من أنواع العذاب، وأصله الخلط وإنما سمي به الجلد المضفور الذي يضرب به لكونه مخلوط الطاقات بعضها ببعض، وقيل شبه بالـ {سَوْطَ } ما أحل بهم في الدنيا إشعاراً بأنه القياس إلى ما أعد لهم في الآخرة من العذاب كالسوط إذا قيس إلى السيف.
{إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ } إلى المكان الذي يترقب فيه الرصد، مفعال من رصده كالميقات من وقته، وهو تمثيل لإرصاده العصاة بالعقاب.
{فَأَمَّا ٱلإِنسَـٰنُ } متصل بقوله: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ } كأنه قيل إنه {لَبِٱلْمِرْصَادِ } من الآخرة فلا يريد إلا السعي لها فأما الإنسان فلا يهمه إلا الدنيا ولذاتها. {إِذَا مَا ٱبْتَلـٰهُ رَبُّهُ } اختبره بالغنى واليسر. {فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ } بالجاه والمال. {فَيَقُولُ رَبّى أَكْرَمَنِ } فضلني بما أعطاني، وهو خبر المبتدأ الذي هو {ٱلإِنسَـٰنَ }، والفاء لما في «أما» من معنى الشرط، والظرف المتوسط في تقدير التأخير كأنه قيل: فأما الإنسان فقائل ربي أكرمني وقت ابتلائه بالإِنعام، وكذا قوله:
{وَأَمَّا إِذَا مَا ٱبْتَلَـٰهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ } إذ التقدير وأما الإنسان إذا ما ابتلاه أي بالفقر والتقتير ليوازن قسيمه. {فَيَقُولُ رَبّى أَهَانَنِ } لقصور نظره وسوء فقره، فإن التقتير قد يؤدي إلى كرامة الدارين، والتوسعة قد تفضي إلى قصد الأعداء والانهماك في حب الدنيا ولذلك ذمه على قوليه سبحانه وتعالى وردعه عنه بقوله:
{كَلاَّ } مع أن قوله الأول مطابق لأكرمه ولم يقل فأهانه وقدر عليه كما قال: {فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ} لأن التوسعة تفضل والإخلال به لا يكون إهانة، وقرأ ابن عامر والكوفيون «أكرمن» و «أهانن» بغير ياء في الوصل والوقف. وعن أبي عمرو مثله ووافقهم نافع في الوقف وقرأ ابن عامر« فَقَّدَّرَ» بالتشديد.
{بَل لاَّ تُكْرِمُونَ ٱلْيَتِيمَ وَلاَ تَحَاضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ} أي بل فعلهم أسوأ من قولهم وأدل على تهالكهم بالمال وهو أنهم لا يكرمون اليتيم بالنفقة والمبرة، ولا يحثون أهلهم على طعام المسكين فضلاً عن غيرهم، وقرأ الكوفيون «ولا تحاضون».
{وَتَأْكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ } الميراث وأصله وراث. {أَكْلاً لَّمّاً } ذا لم أي جمع بين الحلال والحرام فإنهم كانوا لا يورثون النساء والصبيان ويأكلون أنصباءهم، أو يأكلون ما جمعه المورث من حلال وحرام عالمين بذلك.