التفاسير

< >
عرض

وَٱلْفَجْرِ
١
وَلَيالٍ عَشْرٍ
٢
وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ
٣
وَٱلَّيلِ إِذَا يَسْرِ
٤
هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ
٥
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ
٦
إِرَمَ ذَاتِ ٱلْعِمَادِ
٧
ٱلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي ٱلْبِلاَدِ
٨
وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخْرَ بِٱلْوَادِ
٩
-الفجر

انوار التنزيل واسرار التأويل

مكية وآيها ثلاثون آية

بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَٱلْفَجْرِ } أقسم بالصبح أو فلقه كقوله: { وَٱلصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ } [التكوير: 18] أو بصلاته.

{ وَلَيالٍ عَشْرٍ } عشر ذي الحجة ولذلك فسر { ٱلْفَجْرِ } بفجر عرفة، أو النحر أو عشر رمضان الأخير وتنكيرها للتعظيم، وقرىء «وَلَيالٍ عَشْرٍ» بالإِضافة على أن المراد بالعشر الأيام.

{ وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ } والأشياء كلها شفعها ووترها، أو الخلق لقوله: { { وَمِن كُلّ شَىْء خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ } [الذاريات: 49] والخالق لأنه فرد، ومن فسرهما بالعناصر والأفلاك أو البروج والسيارات أو شفع الصلوات ووترها، أو بيومي النحر وعرفة، وقد روي مرفوعاً، أو بغيرها فلعله أفرد بالذكر من أنواع المدلول ما رآه أظهر دلالة على التوحيد، أو مدخلاً في الدين أو مناسبة لما قبلهما أو أكثر منفعة موجبة للشكر، وقرىء { وَٱلْوَتْرِ } بكسر الواو وهما لغتان كالحبر والحبر.

{ وَٱلَّيْلِ إِذَا يَسْرِ } إذا يمضي كقوله: { { وَٱلَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ } [المدثر: 33] والتقييد بذلك لما في التعاقب من قوة الدلالة على كمال القدرة ووفور النعمة، أو يرى فيه من قولهم صلى المقام وحذف الياء للاكتفاء بالكسرة تخفيفاً، وقد خصه نافع وأبو عمرو بالوقف لمراعاة الفواصل ولم يحذفها ابن كثير ويعقوب أصلاً، وقرىء { يَسْرِ } بالتنوين المبدل من حرف الاطلاق.

{ هَلْ فِى ذَلِكَ } القسم أو المقسم به { قَسَمٌ } حلف أو محلوف به. { لّذِى حِجْرٍ } يعتبره ويؤكد به ما يريد تحقيقه، والـ { حِجْرٍ } العقل سمي به لأنه يحجر عما لا ينبغي كما سمي عقلاً ونهية وحصاة من الإِحصاء، وهو الضبط والمقسم عليه محذوف وهو ليعذبن يدل عليه قوله:

{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ } يعني أولاد عاد بن عوصن بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام، قوم هود سموا باسم أبيهم كما سمي بنو هاشم باسمه.

{ إِرَمَ } عطف بيان لـ { عَادٍ } على تقدير مضاف أي سَبْطُ { إِرَمَ }، أو أَهْلُ { إِرَمَ } إن صح أنه إسم بلدتهم. وقيل سمي أوائلهم وهم { عَاداً ٱلأولَىٰ } [النجم: 50] باسم جدهم ومنع صرفه للعلمية والتأنيث. { ذَاتِ ٱلْعِمَادِ } ذات البناء الرفيع أو القدود الطوال، أو الرفعة والثبات. وقيل كان لعاد ابنان شداد وشديد فملكا وقهرا، ثم مات شديد فخلص الأمر لشداد وملك المعمورة ودانت له ملوكها، فسمع بذكر الجنة فبنى على مثالها في بعض صحاري عدن جنة وسماها إرم، فلما تمت سار إليها بأهله، فلما كان منها على مسيرة يوم وليلة بعث الله عليهم صيحة من السماء فهلكوا. وعن عبد الله ابن قلابة أنه خرج في طلب إبله فوقع عليها.

{ ٱلَّتِى لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِى ٱلْبِلَـٰدِ } صفة أخرى لـ { إِرَمَ } والضمير لها سواء جعلت { إِرَمَ } القبيلة أو البلدة.

{ وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخْرَ } قطعوه واتخذوه منازل لقوله: { وَتَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً } { بِٱلْوَادِ } وادي القرى.