التفاسير

< >
عرض

وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَٱلأُولَىٰ
١٣
فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّىٰ
١٤
لاَ يَصْلَٰهَآ إِلاَّ ٱلأَشْقَى
١٥
ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ
١٦
وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى
١٧
ٱلَّذِى يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ
١٨
وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ
١٩
إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِ ٱلأَعْلَىٰ
٢٠
وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ
٢١
-الليل

انوار التنزيل واسرار التأويل

{ وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَٱلأُولَىٰ } فنعطي في الدارين ما نشاء لمن نشاء، أو ثواب الهداية للمهتدين، أو فلا يضرنا ترككم الاهتداء.

{ فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّىٰ } تتلهب.

{ لاَ يَصْلَـٰهَا } لا يلزمها مقاسياً شدتها. { إِلاَّ ٱلأَشْقَى } إلا الكافر فإن الفاسق وإن دخلها لا يلزمها ولذلك سماه أشقى ووصفه بقوله:

{ ٱلَّذِى كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ } أي كذب الحق وأعرض عن الطاعة.

{ وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى ٱلَّذِى } اتقى الشرك والمعاصي فإنه لا يدخلها فضلاً عن أن يدخلها ويصلاها، ومفهوم ذلك أن من اتقى الشرك دون المعصية لا يجنبها ولا يلزم ذلك صليها فلا يخالف الحصر السابق. { يُؤْتِي مَالَهُ } يصرفه في مصارف الخير لقوله: { يَتَزَكَّىٰ } فإنه بدل من { يُؤْتَي } أو حال من فاعله.

{ وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نّعْمَةٍ تُجْزَىٰ } فيقصد بإيتائه مجازاتها.

{ إِلاَّ ٱبْتِغَاء وَجْهِ رَبّهِ ٱلأَعْلَىٰ } استثناء منقطع أو متصل عن محذوف مثل لا يؤتى إلا ابتغاء وجه ربه لا لمكافأة نعمة.

{ وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ } وعد بالثواب الذي يرضيه. والآيات نزلت في أبي بكر رضي الله تعالى عنه حين اشترى بلالاً في جماعة تولاهم المشركون فأعتقهم، ولذلك قيل: المراد بالأشقى أبو جهل أو أمية بن خلف.

عن النبي صلى الله عليه وسلم "من قرأ سورة والليل أعطاه الله سبحانه وتعالى حتى يرضى وعافاه من العسر ويسر له اليسر" .