يخبر تعالى عن المشركين أنهم يستعجلون أيضاً بوقوع العذاب بهم؛ تكذيباً وجحوداً، وكفراً وعناداً واستعباداً، فقال: {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ} قال الله تعالى: {لَوْ يَعْلَمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ حِينَ لاَ يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ ٱلنَّارَ وَلاَ عَن ظُهُورِهِمْ} أي: لو تيقنوا أنها واقعة بهم لا محالة، لما استعجلوا به. ولو يعلمون حين يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم
{ لَهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ ٱلنَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ } [الزمر: 16] { لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ } [الأعراف: 41] وقال في هذه الآية: {حِينَ لاَ يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ ٱلنَّارَ وَلاَ عَن ظُهُورِهِمْ} وقال: { سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمْ ٱلنَّارُ } [إبراهيم: 50] فالعذاب محيط بهم من جميع جهاتهم، {وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} أي: لا ناصر لهم، كما قال: { وَمَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٍ } [الرعد: 34]. وقوله: {بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً} أي: تأتيهم النار بغتة أي: فجأة، {فَتَبْهَتُهُمْ} أي: تذعرهم، فيستسلمون لها حائرين، لا يدرون ما يصنعون، {فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا} أي: ليس لهم حيلة في ذلك، {وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ} أي: ولا يؤخر عنهم ذلك ساعة واحدة.