التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ ٱلنَّعِيمِ
٨
خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٩
-لقمان

تفسير القرآن العظيم

هذا ذكر مآل الأبرار من السعداء في الدار الآخرة، الذين آمنوا بالله، وصدقوا المرسلين، وعملوا الأعمال الصالحة التابعة لشريعة الله { لَهُمْ جَنَّاتُ ٱلنَّعِيمِ } أي: يتنعمون فيها بأنواع الملاذ والمسار؛ من المآكل والمشارب والملابس والمساكن والمراكب والنساء والنضرة والسماع، الذي لم يخطر ببال أحد، وهم في ذلك مقيمون دائماً، لا يظعنون دائماً، ولا يبغون عنها حولاً. وقوله تعالى: { وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً } أي: هذا كائن لا محالة؛ لأنه من وعد الله، والله لا يخلف الميعاد؛ لأنه الكريم المنان الفعال لما يشاء، القادر على كل شيء { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } الذي قهر كل شيء، ودان له كل شيء { ٱلْحَكِيمُ } في أقواله وأفعاله، الذي جعل القرآن هدى للمؤمنين { { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِىۤ ءَاذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً } [فصلت: 44] الآية. وقوله: { { وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ ٱلظَّـٰلِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا } [الإسراء: 82].