يقول تعالى مخبراً عن عاد قوم هود: أنهم كذبوا رسولهم أيضاً؛ كما صنع قوم نوح، وأنه تعالى أرسل عليهم
{ رِيحاً صَرْصَراً } [فصلت: 16] وهي الباردة الشديدة البرد {فِى يَوْمِ نَحْسٍ} أي: عليهم، قاله الضحاك وقتادة والسدي {مُّسْتَمِرٌّ} عليهم نحسه ودماره لأنه يوم اتصل فيه عذابهم الدنيوي بالأخروي. وقوله تعالى: { تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ} وذلك أن الريح كانت تأتي أحدهم، فترفعه حتى تغيبه عن الأبصار، ثم تنكسه على أم رأسه، فيسقط على الأرض، فتثلغ رأسه، فيبقى جثة بلا رأس، ولهذا قال: { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ }؟