التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ
١٠
-الأعراف

تفسير القرآن العظيم

يقول تعالى ممتناً على عبيده فيما مكن لهم، من أنه جعل الأرض قراراً، وجعل فيها رواسي وأنهاراً، وجعل لهم فيها منازل وبيوتاً، وأباح لهم منافعها، وسخر لهم السحاب لإخراج أرزاقهم منها، وجعل لهم فيها معايش، أي: مكاسب وأسباباً يكسبون بها، ويتجرون فيها، ويتسببون أنواع الأسباب، وأكثرهم مع هذا قليل الشكر على ذلك؛ كقوله: { { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ ٱلإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ } [إبراهيم: 34] وقد قرأ الجميع: معايش، بلا همز إلا عبد الرحمن بن هرمز الأعرج؛ فإنه همزها، والصواب الذي عليه الأكثرون بلا همز؛ لأن معايش جمع معيشة؛ من عاش يعيش عيشاً، ومعيشة أصلها مَعْيِشة، فاستثقلت الكسرة على الياء، فنقلت إلى العين، فصارت معيشة، فلما جمعت، رجعت الحركة إلى الياء؛ لزوال الاستثقال، فقيل: معايش، ووزنه مفاعل؛ لأن الياء أصلية في الكلمة، بخلاف مدائن وصحائف وبصائر، جمع مدينة وصحيفة وبصيرة؛ من مدن وصحف وبصر، فإن الياء فيها زائدة، ولهذا تجمع على فعائل، وتهمز لذلك، والله أعلم.