التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ
٨٦
وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِٱلَّذِيۤ أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَآئِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَٱصْبِرُواْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ ٱللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَاكِمِينَ
٨٧
-الأعراف

تفسير القرآن العظيم

ينهاهم شعيب عليه السلام عن قطع الطريق الحسي والمعنوي بقوله: { وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَٰطٍ تُوعِدُونَ } أي: تتوعدون الناس بالقتل إن لم يعطوكم أموالهم. قال السدي وغيره: كانوا عشارين، وعن ابن عباس ومجاهد وغير واحد: { وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَٰطٍ تُوعِدُونَ } أي: تتوعدون المؤمنين الآتين إِلى شعيب ليتبعوه، والأول أظهر؛ لأنه قال: { بِكُلِّ صِرَٰطٍ } وهو الطريق، وهذا الثاني هو قوله: { وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا } أي: وتودون أن تكون سبيل الله عوجاً مائلة { وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ } أي: كنتم مستضعفين لقلتكم، فصرتم أعزة لكثرة عددكم، فاذكروا نعمة الله عليكم في ذلك، { وَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ } أي: من الأمم الخالية والقرون الماضية، وما حل بهم من العذاب والنكال باجترائهم على معاصي الله وتكذيب رسله. وقوله: { وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ ءامَنُواْ بِٱلَّذِىۤ أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَآئِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ } أي: قد اختلفتم علي، { فَٱصْبِرُواْ } أي: انتظروا { حَتَّىٰ يَحْكُمَ ٱللَّهُ بَيْنَنَا } وبينكم، أي: يفصل { وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَـٰكِمِينَ } فإنه سيجعل العاقبة للمتقين، والدمار على الكافرين.