يقول تعالـى ذكره: إن الذي أنزل علـيك يا مـحمد القرآن. كما:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مـجاهد، فـي قوله { إنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَـيْكَ القُرآنَ } قال: الذي أعطاك القرآن.
حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، فـي قول الله { إنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَـيْكَ القُرآنَ } قال: الذي أعطاكه.
واختلف أهل التأويـل فـي تأويـل قوله: { لَرَادُّكَ إلـى مَعادٍ } فقال بعضهم: معناه: لـمصيرك إلـى الـجنة.
ذكر من قال ذلك:
حدثنـي إسحاق بن إبراهيـم بن حبـيب بن الشهيد، قال: ثنا عتاب بن بشر، عن خَصِيف، عن عكرِمة، عن ابن عبـاس { لَرَادُّكَ إلـى مَعادٍ } قال: إلـى معدِنِك من الـجنة.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا ابن مهدي، عن سفـيان، عن الأعمش، عن رجل، عن سعيد بن جُبَـير عن ابن عبـاس، قال: إلـى الـجنة.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنـي أبـي، عن إبراهيـم بن حبـان، سمعت أبـا جعفر، عن ابن عبـاس، عن أبـي سعيد الـخدريّ { لَرَادُّكَ إلـى مَعادٍ } قال: معاده آخرته الـجنة.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يـمان، عن سفـيان، عن السديّ، عن أبـي مالك، فـي { إِنَّ الَّذي فَرَضَ عَلَـيْكَ الْقُرآن لرَادُّكَ إلـى مَعادٍ } قال: إلـى الـجنة لـيسألك عن القرآن.
حدثنا أبو كُرَيب وابن وكيع، قالا: ثنا ابن يـمان، عن سفـيان، عن السديّ، عن أبـي صالـح، قال: الـجنة.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا ابن مهدي، عن سفـيان، عن السديّ، عن أبـي صالـح { لَرَادُّكَ إلـى مَعادٍ } قال: إلـى الـجنة.
حدثنا يحيى بن يـمان، عن سفـيان، عن السديّ، عن أبـي مالك، قال: يردّك إلـى الـجنة، ثم يسألك عن القرآن.
حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا يحيى بن يـمان، عن سفـيان، عن جابر، عن عكرمة ومـجاهد، قالا: إلـى الـجنة.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنا أبو تُـمَيـلة، عن أبـي حمزة، عن جابر، عن عكرِمة وعطاء ومـجاهد وأبـي قَزعة والـحسن، قالوا: يوم القـيامة.
قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مـجاهد { لَرَادُّكَ إلـى مَعادٍ } قال: يجيء بك يوم القـيامة.
قال: ثنا الـحسين، قال: ثنا أبو سفـيان، عن معمر، عن الـحسن والزهري، قالا: معاده يوم القـيامة.
حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد قوله { لَرَادُّكَ إلـى مَعادٍ } قال: يجيء بك يوم القـيامة.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا هوذة، قال: ثنا عون، عن الـحسن، فـي قوله { لَرَادُّكَ إلـى مَعادٍ } قال: معادُك من الآخرة.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة، فـي قوله { لَرَادُّكَ إلـى مَعادٍ } قال: كان الـحسن يقول: إيْ والله، إن له لـمعادا يبعثه الله يوم القـيامة، ويدخـله الـجنة.
وقال آخرون: معنى ذلك: لرادّك إلـى الـموت.
ذكر من قال ذلك:
حدثنـي إسحاق بن وهب الواسطي، قال: ثنا مـحمد بن عبد الله الزبـيري، قال: ثنا سفـيان بن سعيد الثوري، عن الأعمش، عن سعيد بن جُبَـير، عن ابن عبـاس { لَرَادُّكَ إلـى مَعادٍ } قال: الـموت.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يحيى بن يـمان، عن سفـيان، عن السديّ، عن رجل، عن ابن عبـاس، قال: إلـى الـموت.
قال: ثنا أبـي، عن إسرائيـل، عن جابر، عن أبـي جعفر، عن سعيد { لَرَادُّكَ إلـى مَعادٍ } قال: إلـى الـموت.
حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يـمان، عن سفـيان، عن السديّ عمن سمع ابن عبـاس، قال إلـى الـموت.
حدثنا أبو كُرَيب وابن وكيع، قالا: ثنا ابن يـمان، عن سفـيان، عن الأعمش، عن سعيد بن جُبَـير، قال: إلـى الـموت.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفـيان، عن الأعمش، عن رجل، عن سعيد بن جُبَـير فـي قوله { لَرَادُّكَ إلـى مَعادٍ } قال: الـموت.
حدثنا القاسم، قال: ثنا أبو تُـمَيـلة، عن أبـي حمزة، عن جابر، عن عديّ بن ثابت، عن سعيد بن جُبَـير، عن ابن عبـاس، قال: إلـى الـموت، أو إلـى مكة.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: لرَادّك إلـى الـموضع الذي خرجت منه، وهو مكة.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يعلـى بن عبـيد، عن سفـيان العصفريّ، عن عكرمة، عن ابن عبـاس { لَرَادُّكَ إلـى مَعادٍ } قال: إلـى مكة.
حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس { لَرَادُّكَ إلـى مَعَادٍ } قال: يقول: لرادّك إلـى مكة، كما أخرجك منها.
حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يـمان، قال: أخبرنا موسى بن أبـي إسحاق، عن مـجاهد، قال: مولده بـمكة.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبـي عن يونس ابن أبـي إسحاق، قال: سمعت مـجاهداً يقول: { لَرَادُّكَ إلَـى مَعَادٍ } قال: إلـى مولدك بـمكة.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا يونس بن عمرو، وهو ابن أبـي إسحاق، عن مـجاهد، فـي قوله: { إنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَـيْكَ القُرآنَ لَرَادُّكَ إلـى مَعادٍ } قال: إلـى مولدك بـمكة.
حدثنـي الـحسين بن علـيّ الصدائي، قال: ثنا أبـي، عن الفضيـل بن مرزوق، عن مـجاهد أبـي الـحجاج، فـي قوله: { إنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَـيْكَ القُرآنَ لَرَادُّكَ إلـى مَعادٍ } قال: إلـى مولده بـمكة.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي عيسى بن يونس، عن أبـيه، عن مـجاهد قال: إلـى مولدك بـمكة.
والصواب من القول فـي ذلك عندي: قول من قال: لرادّك إلـى عادتك من الـموت، أو إلـى عادتك حيث وُلدت، وذلك أن الـمعاد فـي هذا الـموضع: الـمَفْعَل من العادة، لـيس من العَوْد، إلاَّ أن يوجِّه مُوَجِّه تأويـل قوله: { لَرَادُّكَ } لـمصيرك، فـيتوجه حينئذٍ قوله { إلـى مَعادٍ } إلـى معنى العود، ويكون تأويـله: إن الذي فرض علـيك القرآن لـمُصَيِّرك إلـى أن تعود إلـى مكة مفتوحة لك.
فإن قال قائل: فهذه الوجوه التـي وصفت فـي ذلك قد فهمناها، فما وجه تأويـل من تأوّله بـمعنى: لرادّك إلـى الـجنة؟ قـيـل: ينبغي أن يكون وجه تأويـله ذلك كذلك علـى هذا الوجه الآخر، وهو لـمصيرك إلـى أن تعود إلـى الـجنة.
فإن قال قائل: أوَ كان أُخرج من الـجنة، فـيقالَ له: نـحن نعيدك إلـيها؟ قـيـل: لذلك وجهان: أحدهما: أنه إن كان أبوه آدم صلّـى الله علـيهما أخرج منها، فكأن ولده بإخراج الله إياه منها، قد أخرجوا منها، فمن دخـلها فكأنـما يُرد إلـيها بعد الـخروج. والثانـي أن يُقال: إنه كان صلى الله عليه وسلم دخـلها لـيـلة أُسرِي به، كما رُوي عنه أنه قال: