يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: واستمع يا محمد صيحة يوم القيامة، يوم ينادي بها منادينا من موضع قريب. وذُكر أنه ينادي بها من صخرة بيت المقدس. ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ بن سهل، قال: ثنا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن بشر، عن قتادة، عن كعب، قال: { وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِي المُنادِي مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ } قال مَلك قائم على صخرة بيت المقدس ينادِي: أيتها العظام البالية والأوصال المتقطعة إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء.
حدثنا بشر قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد عن قتادة { وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِي المُنادِي مِنْ مَكانٍ قَرِيب } قال: كنا نحدّث أنه ينادي من بيت المقدس من الصخرة، وهي أوسط الأرض.
وحُدّثنا أن كعباً قال: هي أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلاً.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة { يَوْمَ يُنادِي المُنادِي مِنْ مَكانٍ قَرِيب } قال: بلغني أنه ينادي من الصخرة التي في بيت المقدس.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: { وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِي المُنادِي مِنْ مَكانٍ قَرِيب } قال: هي الصيحة.
حدثني عليّ بن سهل، قال: ثنا الوليد بن مسلم، قال: ثني بعض أصحابنا، عن الأغرّ، عن مسلم بن حيان، عن ابن بُريدة، عن أبيه بريدة، قال: مَلك قائم على صخرة بيت المقدس، واضع أصبعيه في أُذنيه ينادي، قال: قلتُ: بماذا ينادي؟ قال: يقول يا أيها الناس هلموا إلى الحساب قال: فيقبلون كما قال الله
{ كأنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ } . وقوله: { يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بالحَقّ } يقول تعالى ذكره: يوم يسمع الخلائق صيحة البعث من القبور بالحقّ، يعني بالأمر بالإجابة لله إلى موقف الحساب.
وقوله:{ ذلكَ يَوْمُ الخُرُوجِ } يقول تعالى ذكره: يوم خروج أهل القبور من قبورهم.