. يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: { قُل } يا محمد لهؤلاء المشركين: { أرأَيْتُمْ } أيها القوم العادلون بالله { إن أصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً } يقول: غائراً لا تناله الدلاء { فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ } يقول: فمن يجيئكم بماء معين، يعني بالمعين: الذي تراه العيون ظاهراً. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: { فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِين } يقول: بماء عذب.
حدثنا ابن عبد الأعلى بن واصل، قال: ثني عبيد بن قاسم البزاز، قال: ثنا شريك، عن سالم، عن سعيد بن جُبير في قوله: { إنْ أصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً } لا تناله الدلاء { فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ } قال: الظاهر.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { قُلْ أرأيْتُمْ إنْ أصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً }: أي ذاهباً { فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاء مَعِينٍ } قال: الماء المعين: الجاري.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله: { ماؤُكُمْ غَوْراً } ذاهباً { فَمَنْ يَأَتِيكُمْ بمَاءٍ مَعِين } جارِ.
وقيل غوراً فوصف الماء بالمصدر، كما يقال: ليلة عم، يراد: ليلة عامة.