يقول تعالـى ذكره: وأصاب الذين فعلوا ما لـم يكن لهم فعله من عَقْر ناقة الله وكفرهم به الصيحةُ، { فَأصْبَحُوا فِـي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ } قد جَثَمتهم الـمنايا، وتركتهم خموداً بأفنـيتهم. كما:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: { فأصْبَحُوا فِـي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ } يقول: أصبحوا قد هلكوا.
{ كأنْ لَـمْ يَغْنَوْا فِـيها } يقول: كأن لـم يعيشوا فـيها، ولـم يعمروا بها. كما:
حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالـح، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: { كأنْ لَـمْ يَغْنَوْا فِـيها } كأن لـم يعيشوا فـيها.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، مثله.
وقد بـيَّنا ذلك فـيـما مضى بشواهده فأغنـي ذلك عن إعادته.
وقوله: { ألا أنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ } يقول: ألا إن ثمود كفروا بآيات ربهم فجحدوها. { ألا بُعْداً لِثَمُودَ } يقول: ألا أبعد الله ثمود لنزول العذاب بهم.