يقول تعالـى ذكره: { أوَ لَـمْ يَرَ } هؤلاء الـمشركون بـالله الآلهة والأوثانَ { أنَّا خَـلَقْنا لَهُمْ مِـمَّا عَمِلَتْ أيْدِينا } يقول: مـما خـلقنا من الـخـلق { أنْعاماً } وهي الـمواشي التـي خـلقها الله لبنـي آدم، فسخَّرها لهم من الإبل والبقر والغنـم { فَهُمْ لَهَا مالِكُونَ } يقول: فهم لها مصرّفون كيف شاءوا بـالقهر منهم لها والضبط، كما:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { فَهَمُ لَهَا مالِكُونَ }: أي ضابطون.
حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: { أوَ لَـمْ يَرَوْا أنَّا خَـلَقْنا لَهُمْ مِـمَّا عَمِلَتْ أيْدِينا أنْعاماً فَهُمْ لَهَا مالِكُونَ } فقـيـل له: أهي الإبل؟ فقال: نعم، قال: والبقر من الأنعام، ولـيست بداخـلة فـي هذه الآية، قال: والإبل والبقر والغنـم من الأنعام، وقرأ:
{ ثَمانِـيَةَ أزْوَاجٍ } قال: والبقر والإبل هي النعم، ولـيست تدخـل الشاء فـي النعم. وقوله: { وَذَلَّلْناها لَهُمْ } يقول: وذللنا لهم هذه الأنعام { فَمِنْها رَكُوبُهُمْ } يقول: فمنها ما يركبون كالإبل يسافرون علـيها يقال: هذه دابة ركوب، والرُّكوب بـالضمّ: هو الفعل { وَمِنْها يأْكُلونَ } لـحومها. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوُبُهُمْ }: يركبونها يسافرون علـيها { وَمِنْها يأْكُلُونَ } لـحومها.