يقول تعالـى ذكره: وآتـينا موسى وهارون الكتاب: يعنـي التوراة، كما:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { وآتَـيْناهُما الكِتابَ الـمُسْتَبِـينَ }: التوراة.
ويعنـي بـالـمستبـين: الـمتبـيَّن هُدَى ما فـيه وتفصيـله وأحكامه. وقوله: { وَهَدَيْناهُما الصِّراطَ الـمُسْتَقِـيـمَ } يقول تعالـى ذكره: وهدينا موسى وهارون الطريق الـمستقـيـم، الذي لا اعوجاج فـيه وهو الإسلام دين الله، الذي ابتعث به أنبـياءه. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { وَهَدَيْناهُما الصِّراطَ الـمُسْتَقِـيـمَ } الإسلام.
وقوله: { وَتَرَكْنا عَلَـيْهِما فِـي الآخِرِينَ } يقول: وتركنا علـيهما فـي الآخرين بعدهم الثناء الـحسن علـيهما.
وقوله: { سَلامٌ علـى مُوسَى وَهارُونَ } يقول: وذلك أن يقال: سلام علـى موسى وهارون.
وقوله: { إنَّا كَذلكَ نَـجْزِي الـمُـحْسَنِـينَ } يقول: هكذا نـجزي أهل طاعتنا، والعاملـين بـما يرضينا عنهم { إنَّهُما مِنْ عِبـادِنا الـمُؤْمِنِـينَ } يقول: إن موسى وهارون من عبـادنا الـمخـلصين لنا الإيـمان.