التفاسير

< >
عرض

هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
٢
-التغابن

جامع البيان في تفسير القرآن

يقول تعالى ذكره: الله { الَّذِي خَلَقَكُمْ } أيها الناس، وهو من ذكر اسم الله { فَمِنكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مؤْمِنٌ } يقول: فمنكم كافر بخالقه وأنه خلقه { ومنكم مؤمن } يقول: ومنكم مصدّق به موقن أنه خالقه أو بارئه { وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } يقول: والله الذي خلقكم بصير بأعمالكم عالم بها، لا يخفى عليه منها شيء، وهو مجازيكم بها، فاتقوه أن تخالفوه في أمره أو نهيه، فيسطو بكم.

حدثنا محمد بن منصور الطوسي، قال: ثنا حسن بن موسى الأشيب، قال: ثنا ابن لهيعة، قال: ثنا بكر بن سوادة، عن أبي تميم الجيشاني، عن أبي ذرّ: « إن المَنِيَّ إذ مكث في الرحم أربعين ليلة، أتى ملك النفوس، فعرج به إلى الجبار في راحته، فقال: أي ربّ عبدك هذا ذكر أم أنثى؟ فيقضي الله إليه ما هو قاض، ثم يقول: أي ربّ أشقيّ أم سعيد؟ فيكتب ما هو لاق ». قال: وقرأ أبو ذرّ فاتحة التغابن خمس آيات.