. يقول تعالى ذكره: فأما من عتا على ربِّه، وعصاه واستكبر عن عبادته.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعاً عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: { طَغَى } قال: عصى.
قوله: { وآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا } يقول: وآثر متاع الحياة الدنيا على كرامة الآخرة، وما أعدّ الله فيها لأوليائه، فعمل للدنيا، وسعى لها، وترك العمل للآخرة { فإنَّ الجَحِيمَ هيَ المأْوَى } يقول: فإن نار الله التي اسمها الجحيم، هي منزلُهُ ومَأْواه، ومصيُره الذي يصير إليه يوم القيامة.
وقوله: { وأمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ ونَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى } يقول: وأما من خاف مسألة الله إياه عند وقوفه يوم القيامة بين يديه، فاتقاه، بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه { ونَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى } يقول: ونهى نفسه عن هواها فيما يكرهه الله، ولا يرضاه منها، فزجرها عن ذلك، وخالف هواها إلى ما أمره به ربه { فإنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأْوَى } يقول: فإن الجنة هي مأواه ومنزله يوم القيامة.
وقد ذكرنا أقوال أهل التأويل في معنى قوله: { ولِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ } فيما مضى، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.