شرح الكلمات:
ما شاء الله: أي يكون وما لم يشأ لم يكن.
حسباناً من السماء: أي عذاباً ترمى به فتؤول إلى أرض ملساء دحضاً لا يثبت عليها قدم.
أو يصبح ماؤها غوراً: أي غائراً في أعماق الأرض فلا يَقْدِرُ عَلَى استنباطِه وإخراجه.
وأحيط بثمره: أي هلكت ثماره، فلم يبق منها شيء.
يقلب كفيه: ندماً وحسرة على ما أنفق فيها من جهد كبير ومال طائل.
وهي خاوية على عروشها: أي ساقطة على أعمدتها التي كَان يُعرش بها للكرم، وعلى جدران مبانيها.
فئة: جماعة من الناس قوية كعشيرته من قومه.
هنالك: أي حين حل العذاب بصاحب الجنتين أي يوم القيامة.
الولاية: أي الملك والسلطان الحق لله تعالى.
خير ثواباً وخير عقباً: أي الله تعالى خير من يثيب وخير من يُعقب أي يجزي بخير.
معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في المثل المضروب للمؤمن الفقير والكافر الغني فقد قال المؤمن للكافر ما أخبر تعالى به في قوله: { وَلَوْلاۤ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ } أي هلا إذْ دخلت بستانك قلت عند تعجبك من حسنه وكماله { مَا شَآءَ ٱللَّهُ } أي كان { لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِٱللَّهِ } أي لا قوة لأحد على فعل شيء أو تركه إلا بإقدار الله تعالى له وإعانته عليه قلل هذا المؤمن نصحاً للكافر وتوبيخاً له. ثم قال له { إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً } اليوم { فعسَىٰ رَبِّي } أي فرجائي في الله { أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا } أي على جنة الكافر { حُسْبَاناً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } أي عذاباً ترمى به. { فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً }: أي تراباً أملس لا ينبت زرعاً ولا يثبت عليه قدم. { أَوْ يُصْبِحَ مَآؤُهَا غَوْراً } الذي تسقى به غائراً في أعماق الأرض فلن تقدر على إستخراجه مرة أخرى، وهو معنى { فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً }.
وقوله تعالى: في الآيات [40]، [41]، [42] يخبر تعالى أن رجاء المؤمن قد تحقق إذ قد أحيط فعلاً ببستان الكافر فهلك ما فيه من ثمر { فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ } ندماً وتحسراً { عَلَى مَآ أَنْفَقَ فِيهَا } من جهد ومال في جنته { وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا } أي ساقطة على أعمدة الكرم التي كان يعرشها للكرم أي يحمله عليها كما سقطت جدران مبانيها على سقوفها وهو يتحسر ويتندم ويقول: { يٰلَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً وَلَمْ تَكُن لَّهُ } جماعة قوية تنصره { مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ } المنهزم { مُنْتَصِراً } لأن من خذله الله لا ناصر له. قال تعالى: في نهاية المثل هو أشبه بقصة { هُنَالِكَ } أي يوم القيامة { ٱلْوَلاَيَةُ } أي القوة والملك والسلطان { لِلَّهِ } أي المعبود { ٱلْحَقِّ } لا لغيره من الأصنام والأحجار { هُوَ } تعالى { خَيْرٌ ثَوَاباً } أي خير من يثيب على الإِيمان والعمل الصالح. { وَخَيْرٌ عُقْباً } أي خير يعقب أي يجزي بحسن العواقب.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:
1- بيان مآل المؤمنين كصهيب وسلمان وبلال، وهو الجنة ومآل الكافرين كأبي جهل وعقبة بن أبي معيط وهو النار.
2- استحباب قول من أعجبه شيء: { مَا شَآءَ ٱللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِٱللَّهِ } فإنه لا يرى فيه مكروهاً إن شاء الله.
3- استجابة الله تعالى لعباده المؤمنين وتحقيق رجائهم فيه سبحانه وتعالى.
4- المخذول من خذله الله تعالى فإنه لا ينصر أبداً.
5- الولاية بمعنى الموالاة النافعة للعبد هي موالاة الله تعالى لا موالاة غيره.
6- الولاية بمعنى الملك والسلطان لله يوم القيامة ليست لغيره إذ الملك والأمر كلاهما لله تعالى.