التفاسير

< >
عرض

كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ ٱلأَرْضُ دَكّاً دَكّاً
٢١
وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً
٢٢
وَجِيۤءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكْرَىٰ
٢٣
يَقُولُ يٰلَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي
٢٤
فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ
٢٥
وَلاَ يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ
٢٦
يٰأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُ ٱلْمُطْمَئِنَّةُ
٢٧
ٱرْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً
٢٨
فَٱدْخُلِي فِي عِبَادِي
٢٩
وَٱدْخُلِي جَنَّتِي
٣٠
-الفجر

أيسر التفاسير

شرح الكلمات:
إذا دكت الأرض دكا: أي حركت حركة شديدة وزلزلت زلزالا قويا فلم يبق عليها شاخص البتة.
والملك صفا صفا: أي والملائكة أي صفا بعد صف.
وجيء يومئذ بجهنم: أي تجر بسبعين ألف زمام كل زمام بأيدي سبعين ألف ملك.
يتذكر الإِنسان: أي الكافر ما قالت له الرسل من وعد الله ووعيده، يوم لقائه.
وأنى له الذكرى: أي لا تنفعه في هذا اليوم الذكرى.
قدمت لحياتي: أي هذه الإِيمان وصالح الأعمال.
لا يعذب عذابه أحد: أي لا يعذب مثل عذاب الله أحد أي في قوته وشدته.
ولا يوثق وثاقه أحد: أي ولا يوثق أحد مثل وثاق الله عز وجل.
يا أيتها النفس المطمئنة: أي المؤمنة الآمنة اليوم من العذاب لما لاح لها من بشائر النجاة.
ارجعي إلى ربك: أي إلى جواره في دار كرامته أي الجنة.
فادخلي في عبادي: أي في جملة عبادي المؤمنين المتقين.
وادخلي جنتي: أي دار كرامتي لأوليائي.
معنى الآيات:
قوله تعالى { إِذَا دُكَّتِ ٱلأَرْضُ دَكّاً دَكّاً } هو كقوله
{ { وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } [الانشقاق: 3-4] { وَجَآءَ رَبُّكَ } أي لفصل القضاء { وَٱلْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً } بعد صف، { وَجِيۤءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ } تجر بسبعين ألف زمام كل زمام بأيدي سبعين ألف ملك، هنا وفي هذا اليوم وفي هذه الساعة { يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ } المهمل المفرط المعرض عن دعوة الرسل، الكافر بلقاء الله والجزاء على الأعمال { وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكْرَىٰ } هنا يتذكر وما يتذكر؟، وكفره كان عريضاً وشره كان مستطيراً، ماذا يتذكر وهل تنفعه الذكرى، اللهم لا، لا وماذا عساه أن يقول في هذا الموقف الرهيب يقول نادما متحسراً { يٰلَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي } أي هذه الحياة الماثلة بين يديه، وهل ينفعه التمني اللهم لا، لا.
قال تعالى مخبرا عن شدة العذاب وقوة الوثاق { فَيَوْمَئِذٍ } إذ تقوم القيامة ويجيء الربّ لفصل القضاء ويجاء بجهنم ويتذكر الإِنسان ويأسف ويتحسر في هذا اليوم يقضي الله تعالى بعذاب أهل الكفر والشرك والفجور والفسوق فيعذبون ويوثقون بأمر الله وقضائه في السلاسل ويغلون في الأغلال ويذوقون العذاب والنكال الأمر الذي ما عرفه الناس في الدنيا أيام كانوا يعذبون المؤمنين ويوثقونهم في الحبال وهو ما أشار إليه بقوله: { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ } أي لا يعذب عذاب أحد في الدنيا مهما بالغ في التعذيب عذاب الله في الآخرة { وَلاَ يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ } أي لا يوثق أحد في الدنيا وثاق الله في الآخرة هذه صورة من عذاب الله لأعدائه من أهل الشرك به والكفر بآياته ورسوله ولقائه وأما أهل الإيمان به وطاعته وهم أولياؤه الذين آمنوا في الدنيا وكانوا يتقون فها هم ينادون فاستمع { يٰأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُ ٱلْمُطْمَئِنَّةُ } إلى صادق وعد الله ووعيده في كتابه وعلى لسان رسوله فآمنت واتقت وتخلت عن الشرك والشر فكانت مطمئنة بالإِيمان وذكر الله قريرة العين بحب الله ورسوله، وما وعدها الرحمن { ٱرْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ } أي إلى جواره في دار كرامته حال كونك { رَاضِيَةً } ثواب الله لك مرضيا عنك من قبل مولاك { فَٱدْخُلِي فِي عِبَادِي } أي في جملة عبادي الصالحين { وَٱدْخُلِي جَنَّتِي } فيقال لها هذا عندما يرسل الله الأرواح إلى الأجساد يوم المعاد، فإِذا دخلت تلقتها الملائكة بالسلام وتساق إلى ساحة العرض وتعطى كتابها بيمينها وثم يقال لها ادخلي في عبادي أي في جملتهم وادخلي جنتي بعد مرورها على الصراط اللهم اجعل نفسي مثل تلك النفس المطمئنة بالإِيمان وذكر الله ووعد الرحمن وعد الصدق الذي كانوا يوعدون.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:
1- تقرير المعاد بعرض شبه تفصيلي ليوم القيامة.
2- بيان اشتداد حسرة المفرطين اليوم في طاعة الله تعالى وطاعة رسوله يوم القيامة.
3- بشرى النفس المطمئنة بالإِيمان وذكر الله ووعده ووعيده، عند الموت وعند القيام من القبر وعند تطاير الصحف.