{قَالُواْ يٰنُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا} خاصمتنا ودعوتنا إلى دين غير دين آبائنا {فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا} خصومتنا ودعاءنا {فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَآ} من العذاب {إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ} أنه يأتينا {قَالَ} نوح {إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ ٱللَّهُ} يقول يأتيكم الله بعذابكم {إِن شَآءَ} فيعذبكم {وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ} بفائتين من عذاب الله {وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِيۤ} دعائي وتحذيري إياكم من عذاب الله {إِنْ أَرَدْتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ} أحذركم من عذاب الله وأدعوكم إلى التوحيد {إِن كَانَ ٱللَّهُ} قد كان الله {يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ} أن يضلكم عن الهدى {هُوَ رَبُّكُمْ} أولى بكم مني { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} بعد الموت فيجزيكم بأعمالكم {أَمْ يَقُولُونَ} بل يقولون قوم نوح {ٱفْتَرَاهُ} اختلق نوح بما آتانا به من تلقاء نفيه {قُلْ} لهم يا نوح {إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُ} اختلقته من تلقاء نفسي {فَعَلَيَّ إِجْرَامِي} آثامي { وَأَنَاْ بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ} تأثمون ويقال نزلت هذه الآية في محمد صلى الله عليه وسلم {وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن} سوى من {قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ} فلا تحزن بهلاكهم {بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} في كفرهم {وَٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ} خذ في علاج السفينة {بِأَعْيُنِنَا} بنظر منا {وَوَحْيِنَا} بأمرنا {وَلاَ تُخَاطِبْنِي} لا تراجعني {فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ} في نجاة الذين كفروا {إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ} بالطوفان {وَيَصْنَعُ ٱلْفُلْكَ} أخذ في علاج السفينة {وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ} رؤساء {مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ} هزئوا بمعالجته السفينة {قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا} اليوم {فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ} بعد اليوم {كَمَا تَسْخَرُونَ} اليوم منا {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ} يذله ويهلكه {وَيَحِلُّ عَلَيْهِ} يجب عليه {عَذَابٌ مُّقِيمٌ} دائم في الآخرة {حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَمْرُنَا} وقت عذابنا {وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ} نبع الماء من التنور ويقال طلع الفجر {قُلْنَا ٱحْمِلْ فِيهَا} في السفينة {مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ} من كل صنفين {ٱثْنَيْنِ} ذكر وأنثى {وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ} وجب عليه {ٱلْقَوْلُ} بالعذاب {وَمَنْ آمَنَ} معك أيضاً احمل معك في السفينة {وَمَآ آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ} ثمانون إنساناً.