{وَآتَاكُم} أعطاكم {مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ} وما لم تحسنوا أن تسألوا {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ} منة الله {لاَ تُحْصُوهَا} لا تحفظوها ولا تشكروها {إِنَّ ٱلإنْسَانَ} يعني الكافر {لَظَلُومٌ} مشرك {كَفَّارٌ} كافر بالله وبنعمته {وَإِذْ قَالَ} وقد قال {إِبْرَاهِيمُ} بعد ما بني البيت {رَبِّ} يا رب {ٱجْعَلْ هَـٰذَا ٱلْبَلَدَ} مكة {آمِناً} من أن يهاج فيه ويأمن فيه الخائف {وَٱجْنُبْنِي} احفظني {وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ ٱلأَصْنَامَ} من عبادة الأصنام والنيران ويقال اعصمني {رَبِّ} يا رب {إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ} أي أضل بهن كثير من الناس ويقال أضل بهن كثير من الناس {فَمَن تَبِعَنِي} تبع ديني وأطاعني {فَإِنَّهُ مِنِّي} على ديني {وَمَنْ عَصَانِي} فخالف ديني {فَإِنَّكَ غَفُورٌ} متجاوز لمن تاب منهم أي يتوب عليهم {رَّحِيمٌ} لمن مات على التوبة {رَّبَّنَآ} يا ربنا {إِنَّيۤ أَسْكَنتُ} أنزلت {مِن ذُرِّيَّتِي} إسماعيل وأمه هاجر {بِوَادٍ} في واد {غَيْرِ ذِي زَرْعٍ} ليس به زرع ولا نبات {عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ} يعني مكة {رَبَّنَا} يا ربنا {لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ} لكي يتموا الصلاة نحو الكعبة {فَٱجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ} قلوب بعض الناس {تَهْوِيۤ إِلَيْهِمْ} تشتاق وتنزع إليهم كل سنة {وَٱرْزُقْهُمْ مِّنَ ٱلثَّمَرَاتِ} من ألوان الثمرات {لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} لكي يشكروا نعمتك {رَبَّنَآ} يا ربنا {إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي} من حب إسماعيل {وَمَا نُعْلِنُ} من حب إسحاق ويقال ما نخفي من وجد إسماعيل وما نعلن من الجفاء له {وَمَا يَخْفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ} من عمل خير أو شر {فَي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ}.
{ٱلْحَمْدُ للَّهِ} الشكر لله {ٱلَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى ٱلْكِبَرِ} بعد الكبر {إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ} وكان ابن مائة سنة وامرأته سارة بنت تسع وتسعين سنة حيث ولدهما {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ} مجيب الدعاء {رَبِّ} يا رب {ٱجْعَلْنِي مُقِيمَ ٱلصَّلاَةِ} متم الصلاة {وَمِن ذُرِّيَتِي} أيضاً يقول أكرمني وأكرم ذريتي بإتمام الصلاة {رَبَّنَا} يا ربنا {وَتَقَبَّلْ دُعَآءِ} عبادتي {رَبَّنَا} يا ربنا {ٱغْفِرْ لِي} ذنوبي {وَلِوَالِدَيَّ} لآبائي المؤمنين {وَلِلْمُؤْمِنِينَ} ولسائر المؤمنين والمؤمنات {يَوْمَ يَقُومُ ٱلْحِسَابُ} يوم يكون الحساب وتقوم الحسنة والسيئة فمن زادت له الحسنة وجبت له الجنة ومن زادت له السيئة وجبت له النار ومن استوت له حسنة وسيئة فهو من أصحاب الأعراف {وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّالِمُونَ} يقول تارك عقوبة ما يعمل المشركون {إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ} يؤجلهم {لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلأَبْصَارُ} أبصار الكفار وهو يوم القيامة.