التفاسير

< >
عرض

لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ
١٥
وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي ٱلسَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ
١٦
وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ
١٧
إِلاَّ مَنِ ٱسْتَرَقَ ٱلسَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ
١٨
وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ
١٩
وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ
٢٠
وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ
٢١
وَأَرْسَلْنَا ٱلرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَآ أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ
٢٢
وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ ٱلْوَارِثُونَ
٢٣
وَلَقَدْ عَلِمْنَا ٱلْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا ٱلْمُسْتَأْخِرِينَ
٢٤
وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ
٢٥
وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ
٢٦
وَٱلْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ ٱلسَّمُومِ
٢٧
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلآئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ
٢٨
-الحجر

تفسير القرآن

{ لَقَالُواْ } كفار مكة { إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا } أخذت أعيننا { بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ } مغلوبو العقل قد سحرنا { وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي ٱلسَّمَاءِ بُرُوجاً } قصوراً ويقال نجوماً وهي النجوم التي يهتدى بها في ظلمات البر والبحر { وَزَيَّنَّاهَا } يعني السماء بالكواكب { لِلنَّاظِرِينَ } إليها وهي النجوم التي زينت بها السماء { وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ } ملعون مطرود بالنجوم التي يزجرون بها عن استماع الملائكة يعني الشياطين { إِلاَّ مَنِ ٱسْتَرَقَ ٱلسَّمْعَ } إلا من اختلس خلسة { فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ } يلحقه نجم مضيء حار متوقد { وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَاهَا } بسطناها على الماء { وَأَلْقَيْنَا فِيهَا } على الأرض { رَوَاسِيَ } جبالاً ثوابت أوتاداً لها { وَأَنْبَتْنَا فِيهَا } في الجبال ويقال في الأرض { مِن كُلِّ شَيْءٍ } من النبات والثمار { مَّوْزُونٍ } مقدور مقسوم معلوم ويقال من كل شيء موزون يوزن مثل الذهب والفضة والحديد والصفر والرصاص وغير ذلك { وَجَعَلْنَا } خلقنا { لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ } في الأرض من النبات والثمار وما تأكلون وتشربون وتلبسون { وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ } يقول ويرزق من لستم له برازقين يعني الطير والوحش ويقال الأجنة في البطون { وَإِن مِّن شَيْءٍ } وما من شيء من النبات والثمار والأمطار { إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ } مفاتيحه يقول بيدنا مفاتيحه لا بأيديكم { وَمَا نُنَزِّلُهُ } يعني المطر { إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ } بكيل ووزن معلوم بعلم الخزان { وَأَرْسَلْنَا ٱلرِّيَاحَ لَوَاقِحَ } تلقح الشجر والسحاب { فَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَاءً } مطراً { فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ } في الأرض { وَمَآ أَنْتُمْ لَهُ } للمطر { بِخَازِنِينَ } بفاتحين { وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي } للبعث { وَنُمِيتُ } في الدنيا { وَنَحْنُ ٱلْوَارِثُونَ } المالكون على ما في السموات والأرض بعد موت أهلها وقبل موت أهلها { وَلَقَدْ عَلِمْنَا ٱلْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ } يعني الأموات من الآباء والأمهات ويقال المستقدمين منكم في الصف الأول { وَلَقَدْ عَلِمْنَا ٱلْمُسْتَأْخِرِينَ } يعني الأحياء من البنين والبنات ويقال المستأخرين في الصف الآخر { وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ } الأولين والآخرين { إِنَّهُ حَكِيمٌ } حكم عليهم بالحشر { عَلِيمٌ } بحشرهم وبثوابهم وعقابهم { وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ } يعني آدم { مِن صَلْصَالٍ } من طين يتصلصل { مِّنْ حَمَإٍ } من طين { مَّسْنُونٍ } منتن ويقال مصور { وَٱلْجَآنَّ } أبا الجن { خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ } من قبل آدم عليه السلام { مِن نَّارِ ٱلسَّمُومِ } من نار لا دخان لها { وَإِذْ قَالَ } وقد قال { رَبُّكَ لِلْمَلآئِكَةِ } الذين كانوا في الأرض وهم كانوا عشرة آلاف { إِنِّي خَالِقٌ } أخلق { بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ } من طين يتصلصل { مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } من طين منتن.