التفاسير

< >
عرض

قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ ٱلْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ لِيُثَبِّتَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ
١٠٢
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ ٱلَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ
١٠٣
إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ لاَ يَهْدِيهِمُ ٱللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
١٠٤
إِنَّمَا يَفْتَرِي ٱلْكَذِبَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَأُوْلـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ
١٠٥
مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِٱلإِيمَانِ وَلَـٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
١٠٦
ذٰلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱسْتَحَبُّواْ ٱلْحَيَاةَ ٱلْدُّنْيَا عَلَىٰ ٱلآخِرَةِ وَأَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ
١٠٧
أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْغَافِلُونَ
١٠٨
لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلْخَاسِرونَ
١٠٩
ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
١١٠
-النحل

تفسير القرآن

{ قُلْ } لهم يا محمد { نَزَّلَهُ } يعني نزل القرآن وإنما شدده لكثرة نزوله { رُوحُ ٱلْقُدُسِ } جبريل المطر { مِن رَّبِّكَ } يا محمد { بِٱلْحَقِّ } بالناسخ والمنسوخ { لِيُثَبِّتَ } ليطيب ويطمئن إليه قلوب { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَهُدًى } من الضلالة { وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ } بالجنة { وَلَقَدْ نَعْلَمُ } يا محمد { أَنَّهُمْ } يعني كفار مكة { يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ } يعني القرآن { بَشَرٌ } جبر ويسار { لِّسَانُ ٱلَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ } يميلون ويشبهون وينسبون إليه { أَعْجَمِيٌّ } عبراني { وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ } يقول القرآن على مجرى لغة العربية { مُّبِينٌ } بلغة يعلمونها { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } بمحمد عليه السلام والقرآن { لاَ يَهْدِيهِمُ ٱللَّهُ } لدينه من لم يكن أهلاً لدينه ويقال لا يهديهم إلى الحجة ولا ينجيهم من النار { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } وجيع { إِنَّمَا يَفْتَرِي } يختلق { ٱلْكَذِبَ } على الله { ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَأُوْلـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ } على الله { مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ } بالله فعليه غضب من الله { إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ } إلا من أجبر على الكفر { وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِٱلإِيمَانِ } معتقد على الإيمان نزلت هذه الآية في عمار بن ياسر { وَلَـٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً } تكلم بالكفر طائعاً { فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ ٱللَّهِ } سخط من الله { وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } شديد أشد مما يكون في الدنيا نزلت هذه الآية في عبد الله بن سعد بن أبي سرح { ذٰلِكَ } العذاب { بِأَنَّهُمُ ٱسْتَحَبُّواْ ٱلْحَيَاةَ } اختاروا { ٱلْدُّنْيَا عَلَىٰ ٱلآخِرَةِ } والكفر على الإيمان { وَأَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي } لدينه ولا ينجي من عذابه { ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ } من لم يكن أهلاً لذلك { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ } ختم الله { عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْغَافِلُونَ } عن أمر الآخرة تاركون لها ويقال غافلون عن التوحيد جاحدون به { لاَ جَرَمَ } حقاً يا محمد { أَنَّهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلْخَاسِرونَ } المغبونون نزلت في المستهزئين { ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ } يا محمد { لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ } من مكة إلى المدينة { مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ } عذبوا عذبهم أهل مكة عمار بن ياسر وأصحابه { ثُمَّ جَاهَدُواْ } العدو في سبيل الله { وَصَبَرُواْ } مع محمد صلى الله عليه وسلم على المرازي { إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا } من بعد الهجرة { لَغَفُورٌ } متجاوز { رَّحِيمٌ } بهم.