{إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ} على توحيدهم {فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي} لدينه {مَن يُضِلُّ} خلقه عن دينه ولا يكون أهلاً لدينه {وَمَا لَهُمْ} لكفار مكة {مِّن نَّاصِرِينَ} من مانعين من عذاب الله {وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} حلفوا بالله جهد أيمانهم وإذا حلف الرجل بالله فقد حلف جهد يمينه {لاَ يَبْعَثُ ٱللَّهُ مَن يَمُوتُ} بعد الموت {بَلَىٰ وَعْداً عَلَيْهِ} على الله {حَقّاً} كائناً واجباً أن يبعث من يموت {وَلـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلْنَّاسِ} أهل مكة {لاَ يَعْلَمُونَ} ذلك ولا يصدقون {لِيُبَيِّنَ لَهُمُ} لأهل مكة {ٱلَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ} يخالفون في الدين {وَلِيَعْلَمَ} لكي يعلم {ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ} بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن يوم القيامة {أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ} في الدنيا بأن لا جنة ولا نار ولا بعث ولا حساب {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ} أمرنا لقيام الساعة {إِذَآ أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي ٱللَّهِ} في طاعة الله من مكة إلى المدينة {مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ} من بعد ما عذبهم أهل مكة يعني عمار بن ياسر وبلالاً وصهيباً وأصحابهم {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا} لننزلنهم في المدينة {حَسَنَةً} أرضاً كريمة آمنة ذات غنيمة حلال {وَلأَجْرُ ٱلآخِرَةِ} ثواب الآخرة {أَكْبَرُ} أعظم من ثواب الدنيا {لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} وقد كانوا يعلمون {ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ} على أذى الكفار {وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} لا على غيره يعني عماراً وأصحابه {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ} يا محمد الرسل {إِلاَّ رِجَالاً} آدمياً مثلك {نُّوحِيۤ إِلَيْهِمْ} بالأمر والنهي والعلامات {فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ} أهل التوراة والإنجيل {إِن كُنتُم لاَ تَعْلَمُونَ} أن الله لم يرسل الرسل إلا إنسياً {بِٱلْبَيِّنَاتِ} بالأمر والنهي والعلامات {وَٱلزُّبُرِ} خبر كتب الأولين {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلذِّكْرَ} جبريل بالقرآن {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} ما أمر لهم في القرآن {وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} لكي يتفكروا ما أمر لهم في القرآن {أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ مَكَرُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ} الشرك بالله {أَن يَخْسِفَ ٱللَّهُ} أن لا يغور الله {بِهِمُ ٱلأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ} أو لا يأتيهم {ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ} بنزوله {أَوْ يَأْخُذَهُمْ} أو لا يأخذهم {فِي تَقَلُّبِهِمْ} في ذهابهم ومجيئهم في التجارة {فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ} بفائتين من عذاب الله {أَوْ يَأْخُذَهُمْ} أو لا يأخذهم {عَلَىٰ تَخَوُّفٍ} على تنقص رؤسائهم وأصحابهم {فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} لمن تاب ويقال بتأخير العذاب {أَوَ لَمْ يَرَوْاْ} أهل مكة {إِلَىٰ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ} من الشجر والدواب {يَتَفَيَّؤُاْ ظِلاَلُهُ} يتقلب ظلاله {عَنِ ٱلْيَمِينِ} غدوة {وَٱلْشَّمَآئِلِ} وعن الشمائل عشية {سُجَّداً لِلَّهِ} يسجدون لله وظلالهم غدوة وعشية أيضاً تسجد لله {وَهُمْ دَاخِرُونَ} مطيعون.