التفاسير

< >
عرض

إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ
٣٧
وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ ٱللَّهُ مَن يَمُوتُ بَلَىٰ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً وَلـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلْنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
٣٨
لِيُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ
٣٩
إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَآ أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
٤٠
وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي ٱللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ
٤١
ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
٤٢
وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِيۤ إِلَيْهِمْ فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ
٤٣
بِٱلْبَيِّنَاتِ وَٱلزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
٤٤
أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ مَكَرُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ ٱللَّهُ بِهِمُ ٱلأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ
٤٥
أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ
٤٦
أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ
٤٧
أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُاْ ظِلاَلُهُ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَٱلْشَّمَآئِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ
٤٨
-النحل

تفسير القرآن

{ إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ } على توحيدهم { فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي } لدينه { مَن يُضِلُّ } خلقه عن دينه ولا يكون أهلاً لدينه { وَمَا لَهُمْ } لكفار مكة { مِّن نَّاصِرِينَ } من مانعين من عذاب الله { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ } حلفوا بالله جهد أيمانهم وإذا حلف الرجل بالله فقد حلف جهد يمينه { لاَ يَبْعَثُ ٱللَّهُ مَن يَمُوتُ } بعد الموت { بَلَىٰ وَعْداً عَلَيْهِ } على الله { حَقّاً } كائناً واجباً أن يبعث من يموت { وَلـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلْنَّاسِ } أهل مكة { لاَ يَعْلَمُونَ } ذلك ولا يصدقون { لِيُبَيِّنَ لَهُمُ } لأهل مكة { ٱلَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ } يخالفون في الدين { وَلِيَعْلَمَ } لكي يعلم { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن يوم القيامة { أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ } في الدنيا بأن لا جنة ولا نار ولا بعث ولا حساب { إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ } أمرنا لقيام الساعة { إِذَآ أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي ٱللَّهِ } في طاعة الله من مكة إلى المدينة { مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ } من بعد ما عذبهم أهل مكة يعني عمار بن ياسر وبلالاً وصهيباً وأصحابهم { لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا } لننزلنهم في المدينة { حَسَنَةً } أرضاً كريمة آمنة ذات غنيمة حلال { وَلأَجْرُ ٱلآخِرَةِ } ثواب الآخرة { أَكْبَرُ } أعظم من ثواب الدنيا { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } وقد كانوا يعلمون { ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ } على أذى الكفار { وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } لا على غيره يعني عماراً وأصحابه { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ } يا محمد الرسل { إِلاَّ رِجَالاً } آدمياً مثلك { نُّوحِيۤ إِلَيْهِمْ } بالأمر والنهي والعلامات { فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ } أهل التوراة والإنجيل { إِن كُنتُم لاَ تَعْلَمُونَ } أن الله لم يرسل الرسل إلا إنسياً { بِٱلْبَيِّنَاتِ } بالأمر والنهي والعلامات { وَٱلزُّبُرِ } خبر كتب الأولين { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلذِّكْرَ } جبريل بالقرآن { لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ } ما أمر لهم في القرآن { وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } لكي يتفكروا ما أمر لهم في القرآن { أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ مَكَرُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ } الشرك بالله { أَن يَخْسِفَ ٱللَّهُ } أن لا يغور الله { بِهِمُ ٱلأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ } أو لا يأتيهم { ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ } بنزوله { أَوْ يَأْخُذَهُمْ } أو لا يأخذهم { فِي تَقَلُّبِهِمْ } في ذهابهم ومجيئهم في التجارة { فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ } بفائتين من عذاب الله { أَوْ يَأْخُذَهُمْ } أو لا يأخذهم { عَلَىٰ تَخَوُّفٍ } على تنقص رؤسائهم وأصحابهم { فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } لمن تاب ويقال بتأخير العذاب { أَوَ لَمْ يَرَوْاْ } أهل مكة { إِلَىٰ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ } من الشجر والدواب { يَتَفَيَّؤُاْ ظِلاَلُهُ } يتقلب ظلاله { عَنِ ٱلْيَمِينِ } غدوة { وَٱلْشَّمَآئِلِ } وعن الشمائل عشية { سُجَّداً لِلَّهِ } يسجدون لله وظلالهم غدوة وعشية أيضاً تسجد لله { وَهُمْ دَاخِرُونَ } مطيعون.