التفاسير

< >
عرض

وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي ٱلْرِّزْقِ فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَآءٌ أَفَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ
٧١
وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ أَفَبِٱلْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ ٱللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ
٧٢
وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ شَيْئاً وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ
٧٣
فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ
٧٤
ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
٧٥
وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَآ أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
٧٦
-النحل

تفسير القرآن

{ وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي ٱلْرِّزْقِ } نزلت هذه الآية في أهل نجران حين قالوا المسيح ابن الله فنزل قوله { والله فضل بعضكم على بعض في الرزق } في المال والخدم { فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ } بالمال والخدم { بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ } هل يعطون مالهم { عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ } لعبيدهم وإمائهم { فَهُمْ } يعني المالك والمملوك { فِيهِ } في المال { سَوَآءٌ } شرع قالوا لا نفعل ذلك ولا نرضى فقال الله { أَفَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } أفترضون لي ما لا ترضون لأنفسكم وتكفرون بوحدانية الله { وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنفُسِكُمْ } آدمياً مثلكم { أَزْوَاجاً } نساء { وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُم } من نسائكم { بَنِينَ وَحَفَدَةً } يعني ولد الولد ويقال خدماً وعبيداً يقال أختاناً { وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } جعل أرزاقكم ألين وأطيب من رزق الدواب { أَفَبِٱلْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ } أفبالشيطان والأصنام يؤمنون ويصدقون { وَبِنِعْمَتِ ٱللَّهِ } بوحدانية الله ودينه { هُمْ يَكْفُرُونَ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ } ما لا يقدره { لَهُمْ } يعني الأصنام { رِزْقاً مِّنَ ٱلسَّمَاوَاتِ } بالمطر { وَٱلأَرْضِ } بالنبات { شَيْئاً وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } لا يقدرون على ذلك { فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ } فلا تصفوا لله ولداً ولا شريكاً ولا شبيهاً { إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ } أن لا ولد ولا شريك له { وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } ذلك يا معشر الكفار ثم ضرب مثل المؤمن والكافر فقال { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً } بين الله صفة عبد مملوك { لاَّ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ } من النفقة والإحسان وهو مثل الكافر لا يجيء منه خير { وَمَن رَّزَقْنَاهُ } أعطيناه { مِنَّا رِزْقاً حَسَناً } مالاً كثيراً { فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً } فيما بينه وبين الله { وَجَهْراً } فيما بينه وبين الناس في سبيل الله وهذا مثل المؤمن المخلص { هَلْ يَسْتَوُونَ } في الثواب والطاعة { ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } الشكر لله والوحدانية لله { بَلْ أَكْثَرُهُمْ } كلهم { لاَ يَعْلَمُونَ } أمثال القرآن ويقال نزلت هذه الآية في عثمان بن عفان ورجل من العرب يقال له أبو العيص بن أمية ثم ضرب مثله ومثل الأصنام فقال { وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً } بين الله صفة { رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَآ أَبْكَمُ } أخرس { لاَ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ } من الكلام وهو الصنم { وَهُوَ كَلٌّ } ثقل { عَلَىٰ مَوْلاهُ } على وليه وقرابته عيال على عائله { أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ } ويدعوه من شرق أو غرب { لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ } لا يجيب من يدعوه بخير وهذا مثل الصنم { هَلْ يَسْتَوِي } في النفع ودفع الضر { هُوَ } يعني الصنم { وَمَن يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ } بالتوحيد { وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } يدعو إلى طريق مستقيم وهو الله.