التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلـٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
٩٣
وَلاَ تَتَّخِذُوۤاْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُواْ ٱلْسُّوۤءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
٩٤
وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ ٱللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّمَا عِنْدَ ٱللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
٩٥
مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُوۤاْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
٩٦
مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
٩٧
فَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرْآنَ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّجِيمِ
٩٨
إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
٩٩
إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ
١٠٠
وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوۤاْ إِنَّمَآ أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
١٠١
-النحل

تفسير القرآن

{ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } لجمعكم على ملة واحدة ملة الإسلام { وَلـٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَآءُ } عن دينه من لم يكن أهلاً لدينه. { وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ } لدينه من كان أهلاً لذلك { وَلَتُسْئَلُنَّ } يوم القيامة { عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } من الخير والشر في الكفر والإيمان ويقال من النقض والوفاء { وَلاَ تَتَّخِذُوۤاْ أَيْمَانَكُمْ } عهودكم { دَخَلاً } دغلاً ومكراً وخديعة { بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ } فتزلوا عن طاعة الله كما تزل قدم الرجل { بَعْدَ ثُبُوتِهَا } قيامها { وَتَذُوقُواْ ٱلْسُّوۤءَ } النار { بِمَا صَدَدتُّمْ } بما صرفتم الناس { عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } عن دين الله وطاعته { وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } شديد في الآخرة { وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ ٱللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً } بالحلف بالله كاذباً عرضاً يسيراً من الدنيا { إِنَّمَا عِنْدَ ٱللَّهِ } من الثواب { هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } مما عندكم من المال { إِن كُنتُمْ } إذ كنتم { تَعْلَمُونَ } ثواب الله ويقال إن كنتم تصدقون بثواب الله { مَا عِندَكُمْ } من الأموال { يَنفَدُ } يفنى { وَمَا عِندَ ٱللَّهِ } من الثواب { بَاقٍ } يبقى { وَلَنَجْزِيَنَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُوۤاْ } عن اليمين وأقروا بالحق { أَجْرَهُمْ } ثوابهم في الآخرة { بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } بأحسنهم في الدنيا { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً } خالصاً فيما بينه وبين ربه وأقر بالحق { مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ } ومع ذلك مؤمن مخلص { فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً } في الطاعة ويقال في القناعة ويقال في الجنة { وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم } ثوابهم في الآخرة { بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } بإحسانهم في الدنيا نزلت هذه الآية في عبدان بن الأشوع وامرئ القيس الكندي في خصومة كانت بينهما في أرض { فَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرْآنَ } فإذا أردت يا محمد أن تقرأ القرآن في أول افتتاح الصلاة أو غير الصلاة { فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ } فقل أعوذ بالله { مِنَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّجِيمِ } اللعين المرجوم بالنجم المطرود من رحمة الله { إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ } سبيل وغلبة { عَلَىٰ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } لا على غيره ويفوضون أمورهم إليه { إِنَّمَا سُلْطَانُهُ } سبيله وغلبته { عَلَىٰ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ } يطيعونه { وَٱلَّذِينَ هُم بِهِ } بالله { مُشْرِكُونَ وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً } نزلنا جبريل بآية ناسخة { مَّكَانَ آيَةٍ } منسوخة { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ } بصلاح ما يأمر العباد { قَالُوۤاْ } كفار مكة { إِنَّمَآ أَنتَ } يا محمد { مُفْتَرٍ } مختلق من تلقاء نفسك { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } أن الله لا يأمر عباده إلا بما يصلح لهم.