التفاسير

< >
عرض

وَبِٱلْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِٱلْحَقِّ نَزَلَ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً
١٠٥
وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً
١٠٦
قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُوۤاْ إِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً
١٠٧
وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً
١٠٨
وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً
١٠٩
قُلِ ٱدْعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُواْ ٱلرَّحْمَـٰنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ ٱلأَسْمَآءَ ٱلْحُسْنَىٰ وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَٱبْتَغِ بَيْنَ ذٰلِكَ سَبِيلاً
١١٠
وَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِي ٱلْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ ٱلذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً
١١١
-الإسراء

تفسير القرآن

{ وَبِٱلْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ } بالقرآن أنزلنا جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم { وَبِٱلْحَقِّ نَزَلَ } بالقرآن نزل { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ } يا محمد { إِلاَّ مُبَشِّراً } بالجنة { وَنَذِيراً } من النار { وَقُرْآناً } أنزلنا جبريل بالقرآن { فَرَقْنَاهُ } بيناه بالحلال والحرام والأمر والنهي { لِتَقْرَأَهُ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ } مهل وهينة وترسل { وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً } بيناه تبياناً ويقال نزلنا جبريل بالقرآن تنزيلاً متفرقاً آية وآيتين وثلاثاً وكذا وكذا { قُلْ } لهم يا محمد { آمِنُواْ بِهِ } بالقرآن { أَوْ لاَ تُؤْمِنُوۤاْ } وهذا وعيد لهم { إِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } أعطوا العلم بالتوراة بصفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته { مِن قَبْلِهِ } من قبل القرآن { إِذَا يُتْلَىٰ } يقرأ { عَلَيْهِمْ } القرآن { يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ } على الوجوه { سُجَّداً } يسجدون لله { وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَآ } نزهوا الله عن الولد والشريك { إِن كَانَ } قد كان { وَعْدُ رَبِّنَا } في مبعث محمد صلى الله عليه وسلم { لَمَفْعُولاً } كائناً صدقاً { وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ } للسجود { يَبْكُونَ } في السجود { وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } تواضعاً نزلت في عبد الله بن سلام وأصحابه { قُلِ } لهم يا محمد { ٱدْعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُواْ ٱلرَّحْمَـٰنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ ٱلأَسْمَآءَ ٱلْحُسْنَىٰ } الصفات العليا مثل العلم والقدرة والسمع والبصر فادعوه بها { وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ } يقول ولا تجهر بصوتك بقراءة القرآن في صلاتك لكي لا يؤذيك المشركون { وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا } ولا تسر بقراءة القرآن فلا تسمع أصحابك { وَٱبْتَغِ } اطلب { بَيْنَ ذٰلِكَ } بين الرفع والخفض { سَبِيلاً } طريقاً وسطاً { وَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } الشكر والألوهية لله { ٱلَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً } من الملائكة والآدميين فيرث ملكه { وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِي ٱلْمُلْكِ } فيعاديه { وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِيٌّ } معين { مَّنَ ٱلذُّلِّ } من أهل الذل يعني اليهود و النصارى وهم أذل الناس ويقال لم يذل حتى يحتاج إلى ولي من اليهود والنصارى والمشركين { وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً } يعني عظمه تعظيماً عن مقالة اليهود والنصارى والمشركين والله أعلم بأسرار كتابه.