التفاسير

< >
عرض

وَأَوْفُوا ٱلْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِٱلقِسْطَاسِ ٱلْمُسْتَقِيمِ ذٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً
٣٥
وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً
٣٦
وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ ٱلأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ ٱلْجِبَالَ طُولاً
٣٧
كُلُّ ذٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً
٣٨
ذَلِكَ مِمَّآ أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَتُلْقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَّدْحُوراً
٣٩
أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِٱلْبَنِينَ وَٱتَّخَذَ مِنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ إِنَاثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً
٤٠
وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً
٤١
قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَىٰ ذِي ٱلْعَرْشِ سَبِيلاً
٤٢
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً
٤٣
تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبْعُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً
٤٤
وَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً
٤٥
وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِيۤ ءَاذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي ٱلْقُرْءَانِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَىٰ أَدْبَٰرِهِمْ نُفُوراً
٤٦
نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ ٱلظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً
٤٧
-الإسراء

تفسير القرآن

{ وَأَوْفُوا } أتموا { ٱلْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ } لغيركم { وَزِنُواْ بِٱلقِسْطَاسِ ٱلْمُسْتَقِيمِ } بميزان العدل { ذٰلِكَ } الوفاء بالكيل والوزن والعهد { خَيْرٌ } من النقض والبخس { وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } عاقبة { وَلاَ تَقْفُ } ولا تقل { مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } فتقول علمت ولم تعلم ورأيت ولم تر وسمعت ولم تسمع { إِنَّ ٱلسَّمْعَ } ما تسمعون { وَٱلْبَصَرَ } ما تبصرون { وَٱلْفُؤَادَ } ما تتمنون { كُلُّ أُولـٰئِكَ } عن كل ذلك { كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } يوم القيامة { وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً } بالتكبر والخيلاء { إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ ٱلأَرْضَ } تجاوز الأرض بخيلائك { وَلَن تَبْلُغَ ٱلْجِبَالَ طُولاً } ولن تحازي الجبال { كُلُّ ذٰلِكَ } كل ما نهيتك عنه { كَانَ سَيِّئُهُ } سيئاً { عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً } عند ربك مقدم ومؤخر { ذَلِكَ } الذي أمرتك { مِمَّآ أَوْحَىٰ إِلَيْكَ } أمرك { رَبُّكَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ } في القرآن { وَلاَ تَجْعَلْ } لا تقل { مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَتُلْقَىٰ } فتطرح { فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً } تلومك نفسك { مَّدْحُوراً } مقصياً من كل خير { أَفَأَصْفَاكُمْ } اختاركم { رَبُّكُم بِٱلْبَنِينَ } بالذكور { وَٱتَّخَذَ } لنفسه { مِنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ إِنَاثاً } البنات { إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ } على الله { قَوْلاً عَظِيماً } في العقوبة ويقال في الفرية على الله { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا } بينا { فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ } الوعد والوعيد { لِيَذَّكَّرُواْ } لكي يتعظوا { وَمَا يَزِيدُهُمْ } وعيد القرآن { إِلاَّ نُفُوراً } تباعداً عن الإيمان { قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ } طلبوا { إِلَىٰ ذِي ٱلْعَرْشِ سَبِيلاً } قدراً ومنزلة ويقال صعوداً { سُبْحَانَهُ } نزه نفسه عن الولد والشريك { وَتَعَالَىٰ } تبرأ وارتفع { عَمَّا يَقُولُونَ } من الشرك { عُلُوّاً } على كل شيء { كَبِيراً } كبير كل شيء{ تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَاوَاتُ ٱلسَّبْعُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ } من الخلق { وَإِن مِّن شَيْءٍ } ما من شيء من النبات { إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ } بأمره { وَلَـٰكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ } بأي لغة هو { إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً } بعباده إذ لا يعجلهم بالعقوبة { غَفُوراً } متجاوزاً لمن تاب { وَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرآنَ } بمكة { جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } بالبعث بعد الموت يعني أبا جهل وأصحابه { حِجَاباً مَّسْتُوراً } محجوباً { وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً } أغطية { أَن يَفْقَهُوهُ } لكي لا يفقهوا الحق { وَفِيۤ آذَانِهِمْ وَقْراً } صمماً { وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي ٱلْقُرْآنِ وَحْدَهُ } بلا إله إلا الله { وَلَّوْاْ عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ } رجعوا إلى أصنامهم وعطفوا إلى عبادة آلهتهم { نُفُوراً } تباعداً عن قولك { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ } إلى قراءة القرآن { إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ } إلى قراءتك يعني أبا جهل وأصحابه { وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ } في أمرك يقول بعضهم ساحر ويقول بعضهم كاهن ويقول بعضهم مجنون ويقول بعضهم شاعر { إِذْ يَقُولُ ٱلظَّالِمُونَ } المشركون بعضهم لبعض { إِن تَتَّبِعُونَ } محمداً ما تتبعون { إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً } مغلوب العقل.