{ٱنْظُرْ} يا محمد {كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَالَ} كيف شبهوك بالمسحور {فَضَلُّواْ} فأخطؤوا في المقالة {فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً} مخرجاً عن مقالتهم ويقال حجة على ما قالوا {وَقَالُوۤاْ} يعني النضر وأصحابه {أَءِذَا كُنَّا} صرنا {عِظَاماً} بالية {وَرُفَاتاً} تراباً رميماً {أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} لمحيون {خَلْقاً جَدِيداً} تجدد بعد الموت فينا الروح {قُلْ} لهم يا محمد {كُونُواْ حِجَارَةً} لو كنتم حجارة أو أشد من الحجارة {أَوْ حَدِيداً} أو أقوى من الحديد {أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ} يعني الموت لبعثتم {فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا} يحيينا {قُلِ} لهم يا محمد {ٱلَّذِي فَطَرَكُمْ} خلقكم {أَوَّلَ مَرَّةٍ} في بطون أمهاتكم {فَسَيُنْغِضُونَ} يهزون {إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ} تعجباً لقولك {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ} متى هذا الذي تعدنا {قُلْ عَسَىٰ} وعسى من الله واجب {أَن يَكُونَ قَرِيباً} ثم بين لهم فقال {يَوْمَ} في يوم {يَدْعُوكُمْ} إسرافيل في الصور {فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ} فتستجيبون داعي الله بأمره {وَتَظُنُّونَ} تحسبون {إِن لَّبِثْتُمْ} في القبور {إِلاَّ قَلِيلاً وَقُل لِّعِبَادِي} عمر وأصحابه {يَقُولُواْ} للكفار بالكلمة {ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} بالسلام واللطف {إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ} يفسد بينهم إن جئتم بالجفاء {إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً} ظاهر العداوة وهذا قبل أن أمروا بالقتال {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ} بصلاحكم {إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ} فينجيكم من أهل مكة {أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ} فيسلطهم عليكم {وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً} كفيلاً تؤخذ بهم {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ} من المؤمنين بصلاحهم {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ ٱلنَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ} بالخلة والكلام {وَآتَيْنَا} وأعطينا {دَاوُودَ زَبُوراً} كتاباً وموسى التوراة وعيسى الإنجيل ومحمداً صلى الله عليه وسلم الفرقان {قُلِ} يا محمد لخزاعة الذين كانوا يعبدون الجن وظنوا أنهم الملائكة {ٱدْعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُم} عبدتم {مِّن دُونِهِ} من دون الله عند الشدة { فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ ٱلضُّرِّ عَنْكُمْ} رفع الشدة عنكم {وَلاَ تَحْوِيلاً} إلى غيركم {أُولَـٰئِكَ} يعني الملائكة {ٱلَّذِينَ} هم الذين {يَدْعُونَ} يعبدون ربهم {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ} يطلبون بذلك إلى ربهم القربة والفضيلة {أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} إلى الله {وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ} جنته {وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً} لم يأتهم الأمان.