التفاسير

< >
عرض

وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً
٧٤
إِذاً لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ ٱلْحَيَاةِ وَضِعْفَ ٱلْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً
٧٥
وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ ٱلأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً
٧٦
سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً
٧٧
أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيلِ وَقُرْآنَ ٱلْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ ٱلْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً
٧٨
وَمِنَ ٱلْلَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً
٧٩
وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَٱجْعَل لِّي مِن لَّدُنْكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً
٨٠
وَقُلْ جَآءَ ٱلْحَقُّ وَزَهَقَ ٱلْبَاطِلُ إِنَّ ٱلْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً
٨١
وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ ٱلظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً
٨٢
وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى ٱلإنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ كَانَ يَئُوساً
٨٣
قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلاً
٨٤
-الإسراء

تفسير القرآن

{ وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ } عصمناك وحفظناك { لَقَدْ كِدتَّ } هممت { تَرْكَنُ } تميل { إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً } فيما طلبوك { إِذاً } أو أعطيت ما طلبوك { لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ ٱلْحَيَاةِ } عذاب الدنيا { وَضِعْفَ ٱلْمَمَاتِ } عذاب الآخرة { ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً } مانعاً { وَإِن كَادُواْ } وقد كادوا يعني اليهود { لَيَسْتَفِزُّونَكَ } ليستزلونك { مِنَ ٱلأَرْضِ } أرض المدينة { لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا } إلى الشأم { وَإِذاً } لو أخرجوك من المدينة { لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً } يسيراً حتى نهلكهم { سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا } أهلكنا قومهم إذا خرج الرسل من بين أظهرهم { وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا } لعذابنا { تَحْوِيلاً } تغييراً { أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ } أتم الصلاة يا محمد { لِدُلُوكِ ٱلشَّمْسِ } بعد زوال الشمس صلاة الظهر والعصر { إِلَىٰ غَسَقِ ٱلْلَّيْلِ } وبعد دخول الليل صلاة المغرب والعشاء { وَقُرْآنَ ٱلْفَجْرِ } صلاة الغداة { إِنَّ قُرْآنَ ٱلْفَجْرِ } صلاة الغداة { كَانَ مَشْهُوداً } تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار { وَمِنَ ٱلْلَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ } بقراءة القرآن والتهجد بعد النوم { نَافِلَةً } فضيلة { لَّكَ } ويقال خاصة لك { عَسَىٰ } وعسى من الله واجب { أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً } أن يقيمك ربك مقاماً محموداً مقام الشفاعة محموداً يحمدك الأولون والآخرون { وَقُل رَّبِّ } يا رب { أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ } يقول أدخلني في المدينة إدخال صدق وكان خارجاً من المدينة { وَأَخْرِجْنِي } من المدينة { مُخْرَجَ صِدْقٍ } إخراج صدق بعد ما كنت فيها فأدخلني مكة ويقال أدخلني في القبر مدخل صدق إدخال صدق وأخرجني من القبر يوم القيامة مخرج صدق إخراج صدق { وَٱجْعَل لِّي مِن لَّدُنْكَ } من عندك { سُلْطَاناً نَّصِيراً } مانعاً بلا ذل ولا رد قول { وَقُلْ جَآءَ ٱلْحَقُّ } محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن ويقال ظهر الإسلام وكثر المسلمون { وَزَهَقَ ٱلْبَاطِلُ } هلك الشيطان والشرك وأهله { إِنَّ ٱلْبَاطِلَ } الشيطان والشرك وأهله { كَانَ زَهُوقاً } هالكاً { وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْآنِ } نبين في القرآن { مَا هُوَ شِفَآءٌ } بيان من العمى ويقال بيان من الكفر والشرك والنفاق { وَرَحْمَةٌ } من العذاب { لِّلْمُؤْمِنِينَ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَلاَ يَزِيدُ ٱلظَّالِمِينَ } المشركين بما نزل من القرآن { إَلاَّ خَسَاراً } غبناً { وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى ٱلإنْسَانِ } يعني الكافر من كثرة ماله ومعيشته { أَعْرَضَ } عن الدعاء والشكر { وَنَأَى بِجَانِبِهِ } تباعد عن الإيمان { وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ } أصابته الشدة والفقر { كَانَ يَئُوساً } أيساً من رحمة الله نزلت في عتبة بن ربيعة { قُلْ } يا محمد { كُلٌّ } كل واحد منكم { يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ } على نيته وأمره الذي هو عليه ويقال على ناحيته وجبلته { فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلاً } أصوب ديناً.