{إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُواْ} يطلعوا {عَلَيْكُمْ} المجوس {يَرْجُمُوكُمْ} يقتلوكم {أَوْ يُعِيدُوكُمْ} يرجعوكم {فِي مِلَّتِهِمْ} في دينهم المجوسية {وَلَن تُفْلِحُوۤاْ} لن تنجوا من عذاب الله {إِذاً أَبَداً} إذا رجعتم إلى دينهم {وَكَذٰلِكَ} هكذا {أَعْثَرْنَا} أطلعنا {عَلَيْهِمْ} أهل مدينة أفسوس المؤمنين والكافرين وكان ملكهم يومئذٍ مسلماً يسمى يستفاد ومات ملكهم المجوسي دقيانوس قبل ذلك {لِيَعْلَمُوۤاْ} يعني المؤمنين والكافرين {أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ} البعث بعد الموت {حَقٌّ} كائن {وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا} لا شك فيها {إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ} إذ يختلفون في قولهم فيما بينهم {فَقَالُواْ} يعني الكافرين {ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً} كنسية لأنهم على ديننا {رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ} على قولهم وهم المؤمنون {لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِداً} لأنهم على ديننا وكان اختلافهم في هذا {سَيَقُولُونَ} نصارى أهل نجران السيد وأصحابه وهم النسطورية {ثَلاثَةٌ} هم ثلاثة {رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} قطمير {وَيَقُولُونَ} العاقب وأصحابه وهم المار يعقوبية {خَمْسَةٌ} هم خمسة {سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِٱلْغَيْبِ} ظناً بالغيب بغير علم {وَيَقُولُونَ} أصحاب الملك وهم الملكانية {سَبْعَةٌ} هم سبعة {وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} قطمير {قُل} لهم يا محمد {رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم} بعددهم {مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ} من المؤمنين قال ابن عباس رضي الله عنهما أنا من ذلك القليل هم ثمانية سوى الكلب {فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ} فلا تجادل معهم في عددهم {إِلاَّ مِرَآءً ظَاهِراً} إلا أن تقرأ القرآن عليهم ظاهراً {وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِّنْهُمْ أَحَداً} لا تسأل أحداً منهم عن عددهم يكفيك ما بين الله لك {وَلاَ تَقْولَنَّ} يا محمد {لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذٰلِكَ غَداً} أو قائل {إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ} إلا أن تقول إن شاء الله {وَٱذْكُر رَّبَّكَ} بالاستثناء {إِذَا نَسِيتَ} ولو بعد حين {وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي} يدلني ويرشدني {لأَقْرَبَ} لأصوب {مِنْ هَـٰذَا رَشَداً} صواباً ويقيناً نزلت هذه الآية في شأن النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال لمشركي أهل مكة غداً أقول لكم فلم يقل إن شاء الله فيما سألوه عن خبر الروح.