التفاسير

< >
عرض

وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَٱزْدَادُواْ تِسْعاً
٢٥
قُلِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ لَهُ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً
٢٦
وَٱتْلُ مَآ أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً
٢٧
وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً
٢٨
وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ يَشْوِي ٱلْوجُوهَ بِئْسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً
٢٩
إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً
٣٠
أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى ٱلأَرَآئِكِ نِعْمَ ٱلثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً
٣١
-الكهف

تفسير القرآن

{ وَلَبِثُواْ } مكثوا { فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَٱزْدَادُواْ تِسْعاً } تسع سنين وهذا قبل أن أيقظهم الله { قُلِ } يا محمد { ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ } بما مكثوا بعد ذلك { لَهُ غَيْبُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } ما غاب عن العباد { أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ } ما أبصره وأعلمه بهم وشأنهم { مَا لَهُم مِّن دُونِهِ } من دون الله { مِن وَلِيٍّ } يحفظهم ويقال ما لهم لأهل مكة من دونه من عذاب الله من ولي قريب ينفعهم { وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ } في حكم الغيب { أَحَداً وَٱتْلُ مَآ أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ } يقول اقرأ عليهم القرآن ولا تزد فيه ولا تنقص منه { لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ } لا مغير لكلماته { وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ } من دون الله { مُلْتَحَداً } ملجأ { وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ } احبس نفسك { مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم } يعبدون ربهم { بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ } غدوة وعشية يعني سلمان وأصحابه { يُرِيدُونَ وَجْهَهُ } يريدون بذلك وجه الله ورضاه { وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ } لا تجاوز عيناك عنهم { تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } يريدون الزينة { وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا } عن توحيدنا { وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ } في عبادة الأصنام { وَكَانَ أَمْرُهُ } قوله { فُرُطاً } ضائعاً نزلت هذه الآية في عيينة بن حصن الفزاري { وَقُلِ } لعيينة { ٱلْحَقُّ } لا إله إلا الله { مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ } هذا وعيد من الله ويقال فمن شاء فليؤمن يقول من شاء الله له الإيمان آمن ومن شاء فليكفر من شاء الله له الكفر كفر { إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ } لعيينة وأصحابه { نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } سرادق النار يحيط بهم { وَإِن يَسْتَغِيثُواْ } للغصة بالماء { يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ } كدردي الزيت ويقال كالفضة المذابة { يَشْوِي ٱلْوجُوهَ } ينضج الوجوه { بِئْسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً } منزلاً يقول بئس الدار دار رفقائهم الشياطين والكفار { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم { إِنَّا لاَ نُضِيعُ } لا نبطل { أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً } ثواب من أخلص عملاً { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ } مقصورة الرحمن { تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ } أي من تحت شجرهم ومساكنهم { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الخمر والماء والعسل واللبن { يُحَلَّوْنَ فِيهَا } يلبسون في الجنة { مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ } أقلبة ذهب { وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُنْدُسٍ } ما لطف من الديباج { وَإِسْتَبْرَقٍ } ما ثخن من الديباج { مُّتَّكِئِينَ فِيهَا } جالسين في الجنة { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ } في الحجال { نِعْمَ ٱلثَّوَابُ } الجزاء الجنة { وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً } منزلاً يقول حسنت الدار دار رفقائهم الأنبياء والصالحون.