التفاسير

< >
عرض

وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مُوسَىٰ إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً
٥١
وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً
٥٢
وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَآ أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً
٥٣
وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ ٱلْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً
٥٤
وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِٱلصَّـلاَةِ وَٱلزَّكَـاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً
٥٥
وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيَّاً
٥٦
وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً
٥٧
أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّيْنَ مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَٱجْتَبَيْنَآ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ ٱلرَّحْمَـٰنِ خَرُّواْ سُجَّداً وَبُكِيّاً
٥٨
فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِ فَسَوْفَ يَلْقَونَ غَيّاً
٥٩
إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً
٦٠
جَنَّاتِ عَدْنٍ ٱلَّتِي وَعَدَ ٱلرَّحْمَـٰنُ عِبَادَهُ بِٱلْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً
٦١
لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلاَّ سَلاَماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً
٦٢
تِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً
٦٣
-مريم

تفسير القرآن

{ وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مُوسَىٰ } خبر موسى { إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصاً } معصوماً من الكفر والشرك والفواحش ويقال مخلصاً بالعبادة والتوحيد إن قرأت بكسر اللام { وَكَانَ رَسُولاً } إلى بني إسرائيل { نَّبِيّاً } يخبر عن الله تعالى { وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ } الجبل { ٱلأَيْمَنِ } عن يمين موسى { وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً } أي قربناه حتى سمع صرير القلم ويقال كلمناه من قريب { وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَآ } من نعمتنا { أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً } وزيراً { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ } خبر إسماعيل { إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ ٱلْوَعْدِ } إذا وعد أنجز { وَكَانَ رَسُولاً } مرسلاً إلى قومه { نَّبِيّاً } يخبر عن الله { وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ } قومه { بِٱلصَّـلاَةِ } بإتمام الصلاة { وَٱلزَّكَـاةِ } بإعطاء الزكاة الصدقة { وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً } صالحاً { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ إِدْرِيسَ } خبر إدريس { إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً } مصدقاً بإيمانه { نَّبِيَّاً } يخبر عن الله { وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً } في الجنة { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ } ذكرتهم إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وهارون وعيسى وإدريس وسائر الأنبياء { أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّيْنَ } أكرمهم الله بالنبوة والرسالة والإسلام { مِن ذُرِّيَّةِ ءادَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ } من ذرية نوح وأولاده { وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ } إسماعيل وإسحاق { وَإِسْرَائِيلَ } ومن ذرية يعقوب يوسف وإخوته { وَمِمَّنْ هَدَيْنَا } أكرمنا بالإيمان { وَٱجْتَبَيْنَآ } اصطفينا بالإسلام ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم يعني عبد الله بن سلام وأصحابه { إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ } إذا تقرأ عليهم { آيَاتُ ٱلرَّحْمَـٰنِ } بالأمر والنهي { خَرُّواْ سُجَّداً وَبُكِيّاً } يسجدون ويبكون من مخافة الله { فَخَلَفَ } فبقي { مِن بَعْدِهِمْ } من بعد الأنبياء والصالحين { خَلْفٌ } سوء { أَضَاعُواْ ٱلصَّلاَةَ } تركوا الصلاة وكفروا بالله { وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَاتِ } اشتغلوا باللذات في الدنيا وتزوج الأخوات من الأب وهم اليهود { فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيّاً } واديا في جهنم { إِلاَّ مَن تَابَ } من اليهود { وَآمَنَ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَعَمِلَ صَالِحاً } خالصا فيما بينه وبين ربه { فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً } لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم ثم بين أي الجنة لهم فقال { جَنَّاتِ عَدْنٍ ٱلَّتِي وَعَدَ ٱلرَّحْمَـٰنُ عِبَادَهُ بِٱلْغَيْبِ } بالغائب عنهم { إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً } كائناً { لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا } في الجنة { لَغْواً } حلفاً باطلاً { إِلاَّ سَلاَماً } لكن يسلم بعضهم إلى بعض للإكرام { وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا } طعامهم في الجنة { بُكْرَةً وَعَشِيّاً } على مقدار بكرة وعشية في الدنيا { تِلْكَ ٱلْجَنَّةُ } هذه الجنة { ٱلَّتِي نُورِثُ } ننزل { مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً } من الكفر والشرك ويقال مطيعاً لربه.