التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَٰقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي ٱلأرْضِ أُولَـۤئِكَ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ
٢٧
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَٰتاً فَأَحْيَٰكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
٢٨
هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّٰهُنَّ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
٢٩
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
٣٠
وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى ٱلْمَلَٰئِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَآءِ هَـٰؤُلاۤءِ إِن كُنْتُمْ صَٰدِقِينَ
٣١
قَالُواْ سُبْحَٰنَكَ لاَ عِلْمَ لَنَآ إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَآ إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ
٣٢
قَالَ يَآءَادَمُ أَنبِئْهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّآ أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِيۤ أَعْلَمُ غَيْبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ
٣٣
-البقرة

تفسير القرآن

{ ٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ ٱللَّهِ } في هذا النبي صلى الله عليه وسلم { مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ } تغليظه وتشديده وتأكيده { وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ } من الإيمان والأرحام { أَن يُوصَلَ } بمحمد { وَيُفْسِدُونَ فِي ٱلأرْضِ } بتعويق الناس عن محمد صلى الله عليه وسلم { أُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ } المغبونون بذهاب الدنيا والآخرة { كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ } على وجه التعجيب { وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً } نطفاً في أصلاب آبائكم { فَأَحْيَاكُمْ } في أرحام أمهاتكم { ثُمَّ يُمِيتُكُمْ } عند انقطاع آجالكم { ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } للبعث { ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } في الآخرة فيجزيكم بأعمالكم ثم ذكر منته عليهم فقال { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُمْ } سخر لكم { مَّا فِي ٱلأَرْضِ } من الدواب والنبات وغير ذلك { جَمِيعاً } منة منه { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ } أي ثم عمد إلى خلق السماء { فَسَوَّاهُنَّ } فجعلهن { سَبْعَ سَمَاوَاتٍ } مستويات على الأرض { وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ } من خلق السموات والأرض { عَلِيمٌ } ثم ذكر قصة الملائكة الذين أمروا بالسجود لآدم فقال { وَإِذْ قَالَ } وقد قال { رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ } الذين كانوا في الأرض { إِنِّي جَاعِلٌ } خالق أخلق { فِي ٱلأَرْضِ } من الأرض { خَلِيفَةً } بدلاً منكم { قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا } أتخلق فيها { مَن يُفْسِدُ فِيهَا } بالمعاصي { وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ } بالظلم { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ } نصلي لك بأمرك { وَنُقَدِّسُ لَكَ } ونذكرك بالطهارة { قَالَ إِنِّيۤ أَعْلَمُ } ما يكون من ذلك الخليفة { مَا لاَ تَعْلَمُونَ وَعَلَّمَ آدَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا } أسماء الذرية ويقال أسماء الدواب وغير ذلك حتى القصعة والقصيعة والسكرجة { ثُمَّ عَرَضَهُمْ } على مذهب الشخوص { عَلَى ٱلْمَلاَئِكَةِ } الذين أمروا بالسجود { فَقَالَ أَنْبِئُونِي } أخبروني { بِأَسْمَآءِ هَـٰؤُلاۤءِ } الخلق والذرية { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } في مقالتكم الأولى { قَالُواْ سُبْحَانَكَ } تبنا إليك من ذلك { لاَ عِلْمَ لَنَآ إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَآ } ألهمتنا { إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْعَلِيمُ } بنا وبهم { ٱلْحَكِيمُ } بأمرنا وبأمرهم { قَالَ يَاآدَمُ أَنبِئْهُمْ } أخبرهم { بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّآ أَنْبَأَهُمْ } أخبرهم { بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِيۤ أَعْلَمُ غَيْبَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } غيب ما يكون في السموات والأرض { وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ } ما تظهرون لربكم من الطاعة لآدم { وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ } منه ويقال ما أبدى لهم إبليس وما كنتم منهم.