{بَلْ مَتَّعْنَا} أجلنا {هَـٰؤُلاۤءِ} يعني أهل مكة {وَآبَآءَهُمْ} قبلهم {حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ} الأجل {أَفَلاَ يَرَوْنَ} أهل مكة {أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ} نأخذ الأرض {نَنقُصُهَا} نفتحها لمحمد {مِنْ أَطْرَافِهَآ} من نواحيها {أَفَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ} أفهم الآن غالبون على محمد صلى الله عليه وسلم {قُلْ} لهم يا محمد {إِنَّمَآ أُنذِرُكُم بِٱلْوَحْيِ} بما نزل من القرآن {وَلاَ يَسْمَعُ ٱلصُّمُّ ٱلدُّعَآءَ} من يتصامم عن الدعاء إلى الله ويقال لا تقدر أن تسمع الدعاء من يتصامم إن قرأت بضم التاء {إِذَا مَا يُنذَرُونَ} يخوفون {وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ} أصابتهم {نَفْحَةٌ} طرف {مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَٰويْلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} على أنفسنا كافرين بالله {وَنَضَعُ ٱلْمَوَازِينَ ٱلْقِسْطَ} العدل {لِيَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ} في يوم القيامة ميزان لها كفتان ولسان لا يوزن فيها غير الحسنات والسيئات {فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً} لا ينقص من حسنات أحد ولا يزاد على سيئات أحد {وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ} وزن حبة من خردل {أَتَيْنَا بِهَا} جئنا بها ويقال جزينا بها {وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ} حافظين وعالمين ويقال مجازين {وَلَقَدْ آتَيْنَا} أعطينا {مُوسَىٰ وَهَارُونَ ٱلْفُرْقَانَ} المخرج من الشبهات ويقال النصر والدولة على فرعون {وَضِيَآءً} بياناً من الضلالة {وَذِكْراً} عظة {لَّلْمُتَّقِينَ} الكفر والشرك والفواحش {ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} يعملون لربهم {بِٱلْغَيْبِ} وإن كان غائباً عنهم {وَهُمْ مِّنَ ٱلسَّاعَةِ} من عذاب الساعة {مُشْفِقُونَ} خائفون {وَهَـٰذَا} القرآن {ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ} فيه الرحمة والمغفرة لمن آمن به {أَنزَلْنَاهُ} أنزلنا جبريل به {أَفَأَنْتُمْ} يا أهل مكة {لَهُ مُنكِرُونَ} جاحدون {وَلَقَدْ آتَيْنَآ} أعطينا {إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ} يعني العلم والفهم {مِن قَبْلُ} من قبل بلوغه ويقال أكرمناه بالنبوة من قبل موسى وهارون ويقال من قبل محمد صلى الله عليه وسلم {وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ} بأنه أهل لذلك {إِذْ قَالَ لأَبِيهِ} أزر {وَقَوْمِهِ} نمروذ ابن كنعان وأصحابه {مَا هَـٰذِهِ ٱلتَّمَاثِيلُ} التصاوير {ٱلَّتِيۤ أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} عابدون لها {قَالُواْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا لَهَا عَابِدِينَ} فنحن نعبدها {قَالَ} لهم إبراهيم { لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمْ} قبلكم {فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} في كفر وخطأ بين {قَالُوۤاْ} لإبراهيم {أَجِئْتَنَا بِٱلْحَقِّ} بجد تقول يا إبراهيم {أَمْ أَنتَ مِنَ ٱللاَّعِبِينَ} من المستهزئين بنا {قَالَ} إبراهيم {بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ ٱلَّذِي فطَرَهُنَّ} خلقهن {وَأَنَاْ عَلَىٰ ذٰلِكُمْ} على ما قلت لكم {مِّنَ الشَّاهِدِينَ وَتَٱللَّهِ} والله قال في نفسه {لأَكِيدَنَّ} لأكسرن {أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَن تُوَلُّواْ} تنطلقوا {مُدْبِرِينَ} ذاهبين إلى العيد فلما ذهبوا إلى عيدهم وتركوا إبراهيم في مدينتهم دخل بيت وثنهم.