التفاسير

< >
عرض

وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ
٢١
كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ
٢٢
إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ
٢٣
وَهُدُوۤاْ إِلَى ٱلطَّيِّبِ مِنَ ٱلْقَوْلِ وَهُدُوۤاْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْحَمِيدِ
٢٤
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ٱلَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً ٱلْعَاكِفُ فِيهِ وَٱلْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ
٢٥
وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ ٱلْبَيْتِ أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلْقَآئِمِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ
٢٦
وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ
٢٧
لِّيَشْهَدُواْ مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِيۤ أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ ٱلأَنْعَامِ فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْبَآئِسَ ٱلْفَقِيرَ
٢٨
-الحج

تفسير القرآن

{ وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ } حار يضرب على رؤوسهم { كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا } من النار { مِنْ غَمٍّ } من غم العذاب { أُعِيدُواْ فِيهَا } في النار بضرب المقامع { وَذُوقُواْ } فيقال لهم ذوقوا { عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } الشديد { إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم { جَنَّاتٍ } بساتين { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } من تحت شجرها ومساكنها { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الخمر والماء والعسل واللبن { يُحَلَّوْنَ فِيهَا } يلبسون في الجنة { مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ } أسورة من ذهب { وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا } في الجنة { حَرِيرٌ } لا يوصف فضله { وَهُدُوۤاْ إِلَى ٱلطَّيِّبِ مِنَ ٱلْقَوْلِ } أرشدوا في الدنيا إلى القول الطيب لا إله إلا الله { وَهُدُوۤاْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْحَمِيدِ } ووفقوا للدين المحمود في فعاله ويقال الحميد لمن وحده فهذا قضاء الله فيما بين اليهود والنصارى والمؤمنين في خصومتهم { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن أبو سفيان وأصحابه وإنما سماه كافراً لأنه لم يكن مؤمناً يومئذ { وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } يصرفون الناس عن دين الله وطاعته { وَٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } يصرفون محمداً عليه الصلاة والسلام وأصحابه عام الحديبية عن المسجد الحرام للعمرة { ٱلَّذِي جَعَلْنَاهُ } حرماً وقبلة { لِلنَّاسِ سَوَآءً ٱلْعَاكِفُ فِيهِ وَٱلْبَادِ } يعني المقيم والغريب سواء شرع { وَمَن يُرِدْ } يمل { فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ } على أحد { نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } وجيع نضربه ضرباً شديداً لكي لا يعود إلى ظلم أحد ويقال نزلت في شأن عبد الله بن أنس بن حنظل قتل أنصارياً بالمدينة متعمداً وارتد عن الإسلام والتجأ إلى مكة ونزل فيه ومن يرد فيه من يلجأ إليه بالحاد بقتل بظلم بشرك نذقه من عذاب أليم وجيع لا يطعم ولا يسقى ولا يؤوى حتى يخرج من الحرم ثم يقام عليه الحد { وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ } بينا لإبراهيم { مَكَانَ ٱلْبَيْتِ } الحرام بسحابة وقفت على حياله فبنى إبراهيم البيت على حيال السحابة وأوحينا إليه { أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً } من الأصنام { وَطَهِّرْ بَيْتِيَ } مسجدي من الأوثان { لِلطَّآئِفِينَ } حوله { وَٱلْقَآئِمِينَ } المقيمين فيه { وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ } لأهل الصلوات من جملة البلدان من كل وجه { وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ } ناد ذريتك { بِٱلْحَجِّ يَأْتُوكَ } حتى يجيئوا إليك { رِجَالاً } مشاة على أرجلهم { وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ } ركباناً على كل إبل مضمر وغيره { يَأْتِينَ } يجئن { مِن كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ } طريق وأرض بعيد { لِّيَشْهَدُواْ مَنَافِعَ لَهُمْ } منافع الدنيا والآخرة منافع الآخرة بالدعاء والعبادة ومنافع الدنيا بالربح والتجارة { وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ } ليذكروا اسم الله { فِيۤ أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ } معروفات أيام التشريق { عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ ٱلأَنْعَامِ } على ذبيحة الأنعام { فَكُلُواْ مِنْهَا } من الأضاحي { وَأَطْعِمُواْ } أعطوا { ٱلْبَآئِسَ ٱلْفَقِيرَ } الضرير الزمن المحتاج.