{ذٰلِكَ} القدرة في تحويلكم وغير ذلك لتقروا وتعلموا {بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ} بأن عبادة الله هي الحق {وَأَنَّهُ يُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ} للنشور {وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ} من الحياة والموت {قَدِيرٌ وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ آتِيَةٌ}
كائنة {لاَّ رَيْبَ فِيهَا} لا شك في كينونتها {وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي ٱلْقُبُورِ} للجزاء والعقاب {ومِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ} يخاصم في دين الله وكتابه {بِغَيْرِ عِلْمٍ} بلا علم {وَلاَ هُدىً} بلا حجة {وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ} مبين بما يقول {ثَانِيَ عِطْفِهِ} لاوياً عنقه معرضاً عن الآيات مكذباً بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن {لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ} عن دين الله وطاعته {لَهُ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ} عذاب قتل يوم بدر صبراً {وَنُذِيقُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ} عذاب النار ويقال العذاب الشديد {ذٰلِكَ} القتل يوم بدر صبراً {بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ} بما عملت يداك في الشرك نزل من قوله {ومِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ} إلى ها هنا في شأن النضر بن الحارث {وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلعَبِيدِ} أن يأخذهم بلا جرم {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ} على وجه تجربة وشك وانتظار نعمة نزلت هذه الآية في شأن بني الحلاف منافقي بني أسد وغطفان {فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ} نعمة {ٱطْمَأَنَّ بِهِ} رضي بدين محمد صلى الله عليه وسلم بلسانه {وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ} شدة {ٱنْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ} رجع إلى دينه الأول الشرك بالله {خَسِرَ ٱلدُّنْيَا} غبن الدنيا بذهابها {وَٱلآُخِرَةَ} بذهاب الجنة {ذٰلِكَ} الغبن {هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ} الغبن البيّن بذهاب الدنيا والآخرة {يَدْعُو} يعبد بنو الحلاف {مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُ} إن لم يعبده {وَمَا لاَ يَنفَعُهُ} إن عبده {ذٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلاَلُ} الخطأ {ٱلْبَعِيدُ} عن الحق والهدى {يَدْعُو} يعبد بنو الحلاف {لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ} يقول من ضره قريب ونفعه بعيد { لَبِئْسَ ٱلْمَوْلَىٰ} الرب {وَلَبِئْسَ ٱلْعَشِيرُ} الخليل والصاحب يقول من كانت عبادته مضرة على عابده لبئس المعبود هو {إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ} بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن {وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ} الطاعات فيما بينهم وبين ربهم {جَنَّاتٍ} بساتين {تَجْرِي مِن تَحْتِهَا} من تحت أشجارها ومساكنها {ٱلأَنْهَارُ} أنهار الخمر والماء والعسل واللبن {إِنَّ ٱللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} من الشقاوة والسعادة ونزل فيهم أيضاً حين قالوا نخاف أن لا ينصر محمد في الدنيا فيذهب ما كان بيننا وبين اليهود من المودة.