التفاسير

< >
عرض

فَإِذَا ٱسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى ٱلْفُلْكِ فَقُلِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي نَجَّانَا مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ
٢٨
وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْمُنزِلِينَ
٢٩
إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ
٣٠
ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ
٣١
فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ
٣٢
وَقَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي ٱلْحَيـاةِ ٱلدُّنْيَا مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ
٣٣
وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِّثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ
٣٤
أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُّخْرَجُونَ
٣٥
هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ
٣٦
إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ
٣٧
إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ ٱفتَرَىٰ عَلَىٰ ٱللَّهِ كَذِباً وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ
٣٨
قَالَ رَبِّ ٱنْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ
٣٩
قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ
٤٠
فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ بِٱلْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَآءً فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ
٤١
ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ
٤٢
مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ
٤٣
-المؤمنون

تفسير القرآن

{ فَإِذَا ٱسْتَوَيْتَ أَنتَ } إذا ركبت أنت { وَمَن مَّعَكَ } من المؤمنين { عَلَى ٱلْفُلْكِ } على السفينة { فَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } الشكر لله { ٱلَّذِي نَجَّانَا مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } الكافرين { وَقُل } حين تنزل من السفينة { رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً } بالماء والشجر { وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْمُنزِلِينَ } في الدنيا والآخرة { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } فيما فعلنا بهم { لآيَاتٍ } لعلامات وعبرات لأهل مكة لكي يقتدوا بهم { وَإِن كُنَّا } وقد كنا { لَمُبْتَلِينَ } بالبلايا ويقال مختبرين بالعقوبة { ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ } خلقنا من بعد هلاك قوم نوح { قَرْناً آخَرِينَ } قوماً آخرين { فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ } إليهم { رَسُولاً مِّنْهُمْ } من نسبهم { أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } وحدوا الله { مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ } غير الذي أمركم أن تؤمنوا به { أَفَلاَ تَتَّقُونَ } عبادة غير الله { وَقَالَ ٱلْمَلأُ } الرؤساء { مِن قَوْمِهِ } من قوم الرسول { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ } بالبعث بعد الموت { وَأَتْرَفْنَاهُمْ } أنعمناهم بالمال والولد { فِي ٱلْحَيـاةِ ٱلدُّنْيَا مَا هَـٰذَا } يعنون الرسول { إِلاَّ بَشَرٌ } آدمي { مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ } كما تأكلون منه { وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ } كما تشربون { وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً } آدمياً { مِّثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ } جاهلون مغبونون { أَيَعِدُكُمْ } هذا الرسول { أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ } صرتم { تُرَاباً } بعد الموت { وَعِظاماً } بالية { أَنَّكُمْ مُّخْرَجُونَ } محيون بعد الموت { هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ } بعيداً بعيداً { لِمَا تُوعَدُونَ } لا يكون هذا { إِنْ هِيَ } ما هي { إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا } في الدنيا { نَمُوتُ وَنَحْيَا } يموت الآباء ويحيا الأبناء { وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } للبعث بعد الموت { إِنْ هُوَ } ما هو يعنون الرسول { إِلاَّ رَجُلٌ ٱفتَرَىٰ } اختلق { عَلَىٰ ٱللَّهِ كَذِباً } بما يقول { وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ } بمصدقين له بما يقول { قَالَ } الرسول { رَبِّ ٱنْصُرْنِي } أعني بالعذاب { بِمَا كَذَّبُونِ } بالرسالة { قَالَ } الله { عَمَّا قَلِيلٍ } عن قليل { لَّيُصْبِحُنَّ } ليصيرن { نَادِمِينَ } بالتكذيب عند العقوبة { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ بِٱلْحَقِّ } يعني صوت جبريل بالعذاب { فَجَعَلْنَاهُمْ } بعد الهلاك { غُثَآءً } يابساً { فَبُعْداً } فسحقاً وخيبة من رحمة الله { لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } للكافرين { ثُمَّ أَنشَأْنَا } خلقنا { مِن بَعْدِهِمْ } من بعد هلاكهم { قُرُوناً آخَرِينَ } قرناً بعد قرن إلى قرن ثمان عشرة سنة والقرن ثمانون سنة { مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ } ما تهلك من أمة { أَجَلَهَا } قبل أجلها { وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ } عن الأجل.