التفاسير

< >
عرض

ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى ٱلْكَافِرِينَ عَسِيراً
٢٦
وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يٰلَيْتَنِي ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً
٢٧
يَٰوَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً
٢٨
لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً
٢٩
وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِي ٱتَّخَذُواْ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ مَهْجُوراً
٣٠
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ ٱلْمُجْرِمِينَ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً
٣١
وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً
٣٢
وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِٱلْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً
٣٣
ٱلَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُوْلَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً
٣٤
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً
٣٥
فَقُلْنَا ٱذْهَبَآ إِلَى ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً
٣٦
وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُواْ ٱلرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً
٣٧
وَعَاداً وَثَمُودَاْ وَأَصْحَابَ ٱلرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً
٣٨
-الفرقان

تفسير القرآن

{ ٱلْمُلْكُ } القضاء { يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ } العدل { لِلرَّحْمَـٰنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى ٱلْكَافِرِينَ عَسِيراً } شديداً عسره وشدد ذلك اليوم على الكافرين { وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ } الكافر عقبة بن أبي معيط { عَلَىٰ يَدَيْهِ } على أنامله { يَقُولُ يَٰلَيْتَنِي ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً } استقمت على دين الرسول { يَٰوَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً } مصافياً في الدين أبي بن خلف الجمحي { لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكْرِ } عن التوحيد والطاعة { بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي } محمد صلى الله عليه وسلم بالتوحيد { وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً } خاذلاً يخذله عند ما يحتاج إليه { وَقَالَ ٱلرَّسُولُ } محمد صلى الله عليه وسلم { يَٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِي ٱتَّخَذُواْ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ مَهْجُوراً } مسبوباً متروكاً لم يقروا به ولم يعملوا بما فيه { وَكَذَلِكَ } كما جعلنا أبا جهل عدواً لك { جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ } قبلك { عَدُوّاً مِّنَ ٱلْمُجْرِمِينَ } من مشركي قومه { وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِياً } حافظاً { وَنَصِيراً } مانعاً مما يراد بك { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أبو جهل وأصحابه { لَوْلاَ } هلا { نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً } كما أنزلت التوراة على موسى والإنجيل على عيسى والزبور على داود { كَذَلِكَ } يقول أنزلنا إليك جبريل بالقرآن متفرقاً { لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ } لنطيب به نفسك ونحفظ به قلبك { وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً } بيناه تبياناً بالأمر والنهي ويقال أنزلنا جبريل به متفرقاً آية بعد آية { وَلاَ يَأْتُونَكَ } يا محمد { بِمَثَلٍ } بصفة وحجة بيان { إِلاَّ جِئْنَاكَ بِٱلْحَقِّ } بصفة وبيان وحجة ومن فيها نقض حجتهم { وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً } تبياناً وحجة حجتهم { ٱلَّذِينَ يُحْشَرُونَ } يجرون { عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ } يوم القيامة { إِلَىٰ جَهَنَّمَ } يعني أبا جهل وأصحابه { أُوْلَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً } منزلاً في الآخرة وعملاً في الدنيا { وَأَضَلُّ سَبِيلاً } عن الحق والهدى { وَلَقَدْ آتَيْنَا } أعطينا { مُوسَى ٱلْكِتَابَ } يعني التوراة { وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً } معيناً { فَقُلْنَا ٱذْهَبَآ إِلَى ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } التسع يعني فرعون وقومه القبط فلم يؤمنوا { فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً } أهلكناهم إهلاكاً بالغرق { وَقَوْمَ نُوحٍ } أهلكنا { لَّمَّا كَذَّبُواْ ٱلرُّسُلَ } يعني نوحاً وجملة الرسل { أَغْرَقْنَاهُمْ } بالطوفان { وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً } عبرة لكيلا يقتدوا بهم { وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ } للمشركين مشركي مكة { عَذَاباً أَلِيماً } وجيعاً في النار { وَعَاداً } أهلكنا قوم هود { وَثَمُودَاْ } قوم صالح { وَأَصْحَابَ ٱلرَّسِّ } قوم شعيب { وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً } لم نسمهم أهلكناهم.