التفاسير

< >
عرض

طسۤمۤ
١
تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ
٢
لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ
٣
إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ
٤
وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهُ مُعْرِضِينَ
٥
فَقَدْ كَذَّبُواْ فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
٦
أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى ٱلأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ
٧
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ
٨
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ
٩
وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ أَنِ ٱئْتِ ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ
١٠
قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ
١١
قَالَ رَبِّ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ
١٢
وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ
١٣
وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ
١٤
قَالَ كَلاَّ فَٱذْهَبَا بِآيَاتِنَآ إِنَّا مَعَكُمْ مُّسْتَمِعُونَ
١٥
فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
١٦
-الشعراء

تفسير القرآن

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { طسۤمۤ } يقول الطاء طوله وقدرته والسين سناؤه والميم ملكه ويقال قسم أقسم به { تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } يقول أقسم أن هذه السورة آيات القرآن المبين بالحلال والحرام والأمر والنهي { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ } قاتل نفسك يا محمد بالحزن عليهم { أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } بأن لا يكونوا مؤمنين يعني قريشاً وكان حريصاً على إيمانهم يحب إيمانهم { إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ آيَةً } علامة { فَظَلَّتْ } فصارت { أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ } ذليلين { وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ } ما يأتي جبريل إلى نبيهم بقرآن { مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ مُحْدَثٍ } بإتيان محدث بعضه على إثر بعض { إِلاَّ كَانُواْ عَنْهُ مُعْرِضِينَ } مكذبين بالقرآن { فَقَدْ كَذَّبُواْ } محمداً صلى الله عليه وسلم والقرآن { فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ } أخبار { مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } من العذاب ويقال خبر عقوبة استهزائهم بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } كفار مكة { إِلَى ٱلأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ } من كل لون { كَرِيمٍ } حسن في المنظر { إِنَّ فِي ذَلِكَ } في اختلاف ألوانه { لآيَةً } لعلامة وعبرة { وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ } لم يكونوا مؤمنين وكلهم كانوا كافرين من هلك يوم بدر { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } بالنقمة منهم { ٱلرَّحِيمُ } بالمؤمنين { وَإِذْ نَادَىٰ } إذ دعا { رَبُّكَ مُوسَىٰ } ويقال أمر ربك موسى { أَنِ ٱئْتِ ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } الكافرين { قَوْمَ فِرْعَوْنَ } بدل من القوم { أَلا يَتَّقُونَ } فقل لهم ألا تتقون عبادة غير الله { قَالَ } موسى { رَبِّ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ } في الرسالة { وَيَضِيقُ صَدْرِي } بتكذيبهم إياي ويقال يجبن قلبي { وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي } لا يستقيم لساني من مهابته { فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ } فأرسل معي هارون يكون عوناً لي ويقال فأرسل إلى هارون جبريل ليكون معي معيناً { وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ } قصاص بقتلي القبطي { فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ }: { قَالَ } الله { كَلاَّ } حقاً يا موسى لا أسلطهم عليكما بالقتل { فَٱذْهَبَا بِآيَاتِنَآ } التسع اليد والعصا والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ونقص من الثمرات والسنين { إِنَّا مَعَكُمْ } معينكما { مُّسْتَمِعُونَ } أسمع ما يقول لكما { فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } إليك وإلى قومك.