{وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ} من أهل قرية {إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ} رسل مخوفون {ذِكْرَىٰ} يذكرونهم من عذاب الله {وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ} بهلاكهم {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ} بالقرآن {ٱلشَّيَاطِينُ} على عهد محمد عليه الصلاة والسلام {وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ} ما هم الشياطين له بأهل {وَمَا يَسْتَطِيعُونَ} وما يقدرون على ذلك {إِنَّهُمْ} يعني الشياطين {عَنِ ٱلسَّمْعِ} عن الاستماع للوحي {لَمَعْزُولُونَ} لممنوعون {فَلاَ تَدْعُ} فلا تعبد {مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ} من الأوثان {فَتَكُونَ مِنَ ٱلْمُعَذَّبِينَ} في النار {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ} في الرحم {وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ} لين جانبك للمؤمنين {فَإِنْ عَصَوْكَ} قريش {فَقُلْ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ} وتقولون في كفركم.
{وَتَوكَّلْ عَلَى ٱلْعَزِيزِ} بالنقمة من أعدائه {ٱلرَّحِيمِ} بك وبالمؤمنين {ٱلَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ} إلى الصلاة {وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّاجِدِينَ} مع أهل الصلاة في الركوع والسجود والقيام ويقال في أصلاب آبائك الأولين {إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ} لمقالتهم {ٱلْعَلِيمُ} بهم وبأعمالهم {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ} أخبركم {عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَاطِينُ} بالكهانة {تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} فاجر كاهن وهو مسيلمة الكذاب وطلحة {يُلْقُونَ ٱلسَّمْعَ} يستمعون إلى كلام الملائكة يعني الشياطين {وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ} يستمعون واحداً ويجعلونه مائة ثم يخبرون بذلك الكهنة {وَٱلشُّعَرَآءُ} عبد الله بن الزبعرى وأصحابه يقولون الشعر {يَتَّبِعُهُمُ ٱلْغَاوُونَ} الراوون يروون عنهم {أَلَمْ تَرَ} ألم تخبر يا محمد {أَنَّهُمْ} يعني الشعراء {فِي كُلِّ وَادٍ} في كل فن ووجه {يَهِيمُونَ} يذهبون ويأخذون يذمون ويمدحون {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ} في شعرهم {مَا لاَ يَفْعَلُونَ} أنا وأنا وليس كذلك ويقال ما لا يقدرون أن يفعلوا وكلاهما غاويان الشاعر والراوي {إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ} بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن حسان بن ثابت وأصحابه {وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ} الطاعات فميا بينهم وبين ربهم {وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً} في الشعر {وَٱنتَصَرُواْ} بمحمد صلى الله عليه وسلم بالرد على الكفار {مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ} هجوا هجاهم الكفار {وَسَيَعْلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ} هجوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه {أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} أي مرجع يرجعون في الآخرة وهي النار يعني إن لم يؤمنوا بطس والقرآن الحكيم والله تعالى أعلم بأسرار كتابه.