التفاسير

< >
عرض

طسۤ تِلْكَ آيَاتُ ٱلْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ
١
هُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ
٢
ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَهُم بِٱلآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ
٣
إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ
٤
أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَهُمْ سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ وَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلأَخْسَرُونَ
٥
وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى ٱلْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ
٦
إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لأَهْلِهِ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ
٧
فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي ٱلنَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٨
يٰمُوسَىٰ إِنَّهُ أَنَا ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٩
وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ وَلَّىٰ مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يٰمُوسَىٰ لاَ تَخَفْ إِنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ ٱلْمُرْسَلُونَ
١٠
إِلاَّ مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوۤءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ
١١
-النمل

تفسير القرآن

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { طسۤ } يقول ط طوله وسين سناؤه ويقال قسم أقسم به { تِلْكَ آيَاتُ ٱلْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ } إن هذه السورة آيات والقرآن وكتاب مبين بالحلال والحرام { هُدىً } من الضلالة { وَبُشْرَىٰ } بالجنة { لِلْمُؤْمِنِينَ } المصدقين في إيمانهم ثم بين نعتهم فقال { ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ } يتمون الصلوات الخمس بوضوئها وركوعها وسجودها وما يجب فيها من مواقيتها { وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ } يعطون زكاة أموالهم { وَهُم بِٱلآخِرَةِ } بالبعث بعد الموت والجنة والنار { هُمْ يُوقِنُونَ } يصدقون { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } بالبعث بعد الموت أبا جهل وأصحابه { زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ } في الكفر { فَهُمْ يَعْمَهُونَ } يمضون عمهة لا يبصرون { أُوْلَـٰئِكَ } أهل هذه الصفة { ٱلَّذِينَ لَهُمْ سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ } شدة العذاب في النار { وَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ } يوم القيامة { هُمُ ٱلأَخْسَرُونَ } المغبونون بذهاب الجنة ودخول النار { وَإِنَّكَ } يا محمد { لَتُلَقَّى ٱلْقُرْآنَ } يقول ينزل عليك جبريل بالقرآن { مِن لَّدُنْ } من عند { حَكِيمٍ } في أمره وقضائه { عَلِيمٍ } بخلقه { إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لأَهْلِهِ } حيث تحير في الطريق { إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً } رأيت ناراً عن يسار الطريق أمكثوا هاهنا { سَآتِيكُمْ } حتى آتيكم { مِّنْهَا } من عند النار { بِخَبَرٍ } عن الطريق { أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ } بشعلة مقتبسة { لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } لكي تدفؤوا وكان في شدة من الشتاء { فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي ٱلنَّارِ } يقول بوركت النار { وَمَنْ حَوْلَهَا } من الملائكة وهكذا قراءة عبد الله بن مسعود ويقال تبارك من نور هذا النور ويقال بورك من في الطلب يعني موسى من أقام حوله من الملائكة { وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ } نزه نفسه { رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } سيد الجن والإنس { يَٰمُوسَىٰ إِنَّهُ } الذي دعاك { أَنَا ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ } بالنقمة لمن لا يؤمن بي { ٱلْحَكِيمُ } في أمري وقضائي أمرت أن لا يعبد غيري { وَأَلْقِ عَصَاكَ } من يدك فألقاها { فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ } تتحرك { كَأَنَّهَا جَآنٌّ } حية لا صغيرة ولا كبيرة { وَلَّىٰ مُدْبِراً } أدبر هارباً منها { وَلَمْ يُعَقِّبْ } لم يلتفت إليها من خوفها قال الله { يَٰمُوسَىٰ لاَ تَخَفْ } منها { إِنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ } عندي { ٱلْمُرْسَلُونَ إِلاَّ مَن ظَلَمَ } ولا من ظلم { ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوۤءٍ } ثم تاب بعد ذلك فإنه ينبغي له أن لا يخاف أيضاً { فَإِنِّي غَفُورٌ } متجاوز لمن تاب { رَّحِيمٌ } لمن مات على التوبة.